فنون وآداب

تأملات في الإعلام السوري المعاصر: النقد المحظور والأجندة الحكومية المسبقة

مرعي الرمضان – العربي القديم

“إن لكل أمة تاريخها الصحفي ترى من خلاله حياتها السياسية والاجتماعية تتأمل في مجرى أحداثه إذا ما أرادت أن تدرك مفهوم قيمة جهدها البشري” الصحفي الدمشقي د. شمس الدين الرفاعي.

لقد شهدت سوريا قبل وصول حزب البعث إلى السلطة في عام 1963، مشهدًا إعلاميًا متنوعًا وغنيًا بالصحف والمجلات التي كانت تعبر عن مختلف الآراء السياسية والفكرية.  من بين هذه الصحف والمجلات، نجد: “جراب الكردي”، “التنبيه”، “فتى الشرق”، “السمير”، “صدى سوريا”، “التوفيق”، و”السوري الجديد”، التي كانت تلعب دورًا هامًا في التعبير عن النقاش العام وتبادل الأفكار.

مع استلام حزب البعث للسلطة، بدأت عملية التأطير الإعلامي والتوجيه الأيديولوجي، حيث تم توظيف وسائل الإعلام كأدوات لتعزيز الأيديولوجيا الحاكمة وتوحيد الرسالة السياسية. تم تقييد الحريات الصحفية وتحولت الصحافة إلى وسيلة لتعزيز قبضة الحكومة ونشر الدعاية الرسمية.

بعد اندلاع الثورة السورية في عام 2011، واجه المشهد الإعلامي تحديات جديدة وتغيرات ملموسة. أصبحت وسائل الإعلام مرآة للانقسامات السياسية والاجتماعية، وظهرت وسائل إعلام جديدة تعكس وجهات نظر متعددة ومتنوعة، بعضها يدعم الحكومة والبعض الآخر ينتقدها. وقد أدى ذلك إلى تنوع في التأطير الإعلامي وظهور التوجيه الأيديولوجي بأشكال مختلفة، مما أعطى الجمهور فرصة للوصول إلى معلومات متنوعة ووجهات نظر متباينة.

الإعلام الرسمي والرقابة: أداة السلطة الحاكمة

منذ تولي حزب البعث السلطة في عام 1963، تم توظيف الإعلام السوري كأداة لتعزيز قبضة الحكومة على الوسائل الإعلامية الرسمية، مثل التلفزيون السوري والصحف الرئيسية، بحيث أصبحت مهيمنة على الساحة الإعلامية، مع التركيز على نشر الأيديولوجيا البعثية وتعزيز الهيمنة السياسية للنظام. وتم تطبيق رقابة مشددة على المحتوى الإعلامي، مع منع أي محتوى ينتقد الحكومة أو يتعارض مع سياساتها.

 تُعد آليات الرقابة المفروضة على الإعلام الرسمي جزءًا لا يتجزأ من النظام الإعلامي، وهي تشمل عدة جوانب:

  1. الرقابة المسبقة: تُطبق الحكومة الرقابة المسبقة على المحتوى الإعلامي، حيث يجب أن يتم مراجعة واعتماد المواد الصحفية والبرامج التلفزيونية من قبل السلطات قبل نشرها أو بثها.
  2. القوانين والتشريعات: هناك مجموعة من القوانين التي تحد من حرية الصحافة، مثل قوانين العقوبات والمطبوعات التي تجرم نشر معلومات تُعتبر مسيئة للدولة أو تهدد الأمن القومي.
  3. التوجيه الإداري: تُمارس السلطات ضغوطًا إدارية على وسائل الإعلام، مثل التهديد بالإغلاق أو الحجب، لضمان الالتزام بالخط الرسمي.

أمثلة على القيود المفروضة:

  • منع النقد: يُحظر نشر أي محتوى ينتقد الحكومة أو الرئيس أو يُظهر النظام بصورة سلبية.
  • تحديد الأجندة: تُحدد الحكومة القضايا التي يُسمح بتغطيتها وتلك التي يجب تجنبها.
السعار الأيديولوجي وتوزيع الاتهامات: سمات تاريخية في إعلام البعث المضجر!

تأثير الرقابة على حرية التعبير

الرقابة تُقيد بشكل كبير حرية التعبير وتُحد من قدرة الصحفيين على أداء دورهم كمراقبين للسلطة. مما يؤدي إلى بيئة إعلامية يسودها الخوف والرقابة الذاتية، حيث يتجنب الصحفيون تناول موضوعات قد تعرضهم للمساءلة القانونية أو العقاب.

نمط التلقّي الإعلامي لدى الجمهور:

كذلك أثرت الرقابة أيضًا على نمط التلقي الإعلامي لدى الجمهور، حيث أصبح المحتوى المتاح محدودًا وموجهًا، مما ُقلل من تنوع المعلومات والآراء التي يمكن للجمهور الوصول إليها. وأعاق قدرة الجمهور على تكوين رأي مستقل ومستنير بناءً على مجموعة متنوعة من المصادر ووجهات النظر.

الإعلام خلال فترة الصراع: ساحة جديدة للصراع

في ظل النزاعات، تتبلور وسائل الإعلام كأدوات استراتيجية للتأثير الأيديولوجي والسياسي، إذ تعمل كمنصات تعكس وتروج للرؤى الخاصة بالفصائل المتنازعة. في السياق السوري، مع اندلاع الثورة وتطورها إلى صراع مسلح، شهد الفضاء الإعلامي تحولات جوهرية:

  1. وسائل الإعلام المعارضة: نشأت منابر إعلامية معارضة تسعى لتقديم تصور بديل للأحداث، مع التركيز على إبراز الانتهاكات الحكومية والتحديات التي يواجهها المدنيون. تم استثمار هذه المنابر في تأطير الصراع بمنظور يحتفي بالكفاح من أجل الحرية والديمقراطية.
  2. الإعلام الرسمي: في المقابل، عمل النظام على تعزيز منصاته الإعلامية الرسمية لترويج رسالته والدفاع عن مواقفه. يتميز هذا الإعلام بتأطير أيديولوجي يصور النظام كضامن للاستقرار والوحدة الوطنية، مع إغفال أو تشويه الأصوات المعارضة.

التحليل المقارن:

  • التأطير الأيديولوجي: تركز وسائل الإعلام المعارضة على الحقوق والحريات الأساسية، في حين يشدد الإعلام الرسمي على الأمن والنظام.
  • وجهات النظر: يقدم الإعلام المعارض وجهات نظر متنوعة ويشجع على الحوار العام، بينما يسعى الإعلام الرسمي لتوحيد الرأي العام حول النظام.
  • المحتوى: يميل المحتوى في الإعلام المعارض إلى الكشف عن الانتهاكات والتحديات الاجتماعية، فيما يركز الإعلام الرسمي على إبراز الإنجازات والنجاحات الحكومية.

تُظهر هذه الاختلافات كيف يتحول الإعلام إلى ساحة للصراع الأيديولوجي، حيث تُستخدم الرسائل الإعلامية كأدوات للتأثير على الرأي العام وتعزيز مواقف الفصائل المتنازعة.

حديث المؤامرة: الحديث المفضل في إعلام نظام البعث منذ ستين عاماً!!!

وسائل الإعلام البديلة والدور الرقمي: كسر احتكار المعلومات

وسائل الإعلام البديلة تُعد ركيزة أساسية في تعزيز حرية التعبير وتقديم روايات متنوعة للأحداث، خاصةً في ظل القيود المفروضة على الإعلام التقليدي. تُسهم هذه الوسائل في توسيع نطاق الحوار العام وتمكين الأصوات المهمشة من إيصال رسائلها، مما يُعزز من مبدأ التعددية الإعلامية.

تحديات وسائل الإعلام البديلة:

  1. المضايقات والتهديدات: تواجه وسائل الإعلام البديلة تحديات جمة، بما في ذلك المضايقات القانونية والتهديدات الأمنية من قبل السلطات، والتي قد تصل إلى حد الاعتقالات والمصادرة أو التصفية الجسدية.
  2. الحجب والرقابة: تُمارس السلطات الرقابة الإلكترونية، مما يؤدي إلى حجب المواقع والقنوات البديلة وتقييد الوصول إليها.
  3. التحديات التقنية: تشمل صعوبات في البنية التحتية للإنترنت والحماية من الهجمات الإلكترونية.

دور وسائل الإعلام البديلة:

  • كسر احتكار المعلومات: تُساهم وسائل الإعلام البديلة في كسر احتكار النظام للمعلومات، مما يُتيح للجمهور الوصول إلى معلومات متنوعة وغير منحازة.
  • تعزيز الشفافية: تُقدم هذه الوسائل تغطية أكثر شفافية للأحداث، وتُسلط الضوء على قضايا قد تُهمل أو تُشوه من قبل الإعلام الرسمي.
  • تمكين المجتمع: تُعطي الفرصة للمجتمعات المحلية والنشطاء لنشر قصصهم وتجاربهم الخاصة، مما يُساهم في تشكيل الوعي الجماعي.

على الرغم من التحديات، تُعد وسائل الإعلام البديلة، قوة دافعة للتغيير الإيجابي وتُمثل أداة حيوية للتعبير عن الرأي وتبادل المعلومات في عصر الرقمنة.

الإعلام المؤدلج والمسيس في سوريا: التأطير الأيديولوجي والتوجيه السياسي

الإعلام المؤدلج يمتلك القدرة على تشكيل الرأي العام والسلوك الاجتماعي بطرق متعددة. من خلال التأطير الأيديولوجي، يمكن للإعلام أن يُسلط الضوء على بعض القضايا دون غيرها، ويُقدم تفسيرات محددة للأحداث، مما يؤثر على كيفية فهم الجمهور للواقع وتفاعلهم معه.

تأثير الإعلام المؤدلج:

  • تشكيل الوعي: يُسهم في تشكيل وعي الجمهور وتوجيه انتباههم نحو قضايا معينة، مما يُعزز من الأجندة الأيديولوجية للجهة المسيطرة.
  • التأثير على السلوك: يمكن أن يُحفز الإعلام المؤدلج السلوك الاجتماعي، سواء بتعزيز الوحدة والتضامن أو بإثارة الانقسام والعداء.

دور الإعلام في الصراعات:

  • تعزيز الصراعات: يمكن للإعلام أن يُعزز الصراعات من خلال تأجيج التوترات وتعميق الخلافات، خاصةً عندما يُقدم تغطية منحازة تُبرز وجهة نظر واحدة.
  • تأجيج التوترات: يُساهم الإعلام المؤدلج في تأجيج التوترات الاجتماعية والسياسية من خلال تصوير الأطراف المعارضة بشكل سلبي أو كأعداء.

في سوريا، تُعد وسائل الإعلام الرسمية مثل التلفزيون السوري وقناة الدنيا ووكالة سانا للأنباء وصحف “الثورة” و”تشرين” و “البعث”

أمثلة على الإعلام المؤدلج الذي يُستخدم لنشر الرؤية الحكومية وأيديولوجيتها. يُقدم هذا الإعلام تصويرًا للأحداث يخدم مصالح النظام ويُشكل وعي الجمهور وفقًا للخط الحكومي، مما يُمكن أن يُحد من التنوع الإعلامي ويُقيد حرية التعبير.

الرقابة والقمع الإعلامي: تُمارس السلطات السورية رقابة مشددة على المحتوى الإعلامي، حيث يُحظر نشر أي محتوى يُعتبر معارضًا للحكومة أو ينتقد سياساتها. يتم التحكم في النقاش العام وتقييد حرية التعبير، ويُعاقب الصحفيون والناشطون الذين يحاولون تجاوز هذه القيود.

الإعلام المعارض والمنافذ البديلة: ردًا على الرقابة الحكومية، ظهرت وسائل إعلام معارضة تعمل من خارج البلاد أو في الخفاء داخلها. تسعى هذه الوسائل لتقديم تغطية إخبارية تعكس وجهات نظر مختلفة وتسلط الضوء على القضايا المتجاهلة أو المحظورة من قبل الإعلام الرسمي.

التحديات الراهنة والآفاق المستقبلية: تواجه وسائل الإعلام في سوريا تحديات هائلة تتمثل في الرقابة والقمع، بالإضافة إلى الصعوبات اللوجستية والمالية. ومع ذلك، يُظهر الإعلام المعارض والمنصات الرقمية الجديدة قدرة على التأثير وإحداث تغيير في الوعي الجماهيري، مما يُعطي بصيصًا من الأمل في مستقبل يسوده الشفافية والحرية الإعلامية.

وضع الإعلام الحر في سوريا: بين المخاطر والتحديات

دور الإعلام الحر في تعزيز الديمقراطية والشفافية لا يمكن إنكاره، حيث يُعتبر الإعلام الحر أساسيًا لتوفير المعلومات الضرورية للمواطنين لاتخاذ قرارات مستنيرة وللمشاركة الفعالة في العملية الديمقراطية. يساعد الإعلام الحر أيضًا في كشف الفساد والممارسات غير القانونية، مما يسهم في تحقيق مجتمع أكثر شفافية ومساءلة.

ومع ذلك، تواجه وسائل الإعلام الحرة تحديات كبيرة، خاصة في بيئات مثل سوريا حيث الصراعات السياسية والجغرافية تُعقد من مهمة الصحفيين. الرقابة والقمع والمضايقات هي من بين العقبات الرئيسية التي تحول دون القيام بالتغطية الإعلامية بحرية. الصحفيون والناشطون الإعلاميون يواجهون مخاطر جسيمة، بما في ذلك التهديد بالاعتقال أو الاغتيال، وهذا يُعيق قدرتهم على تقديم تقارير مستقلة وموضوعية.

الإعلام في سوريا يعمل في ظروف صعبة، حيث الانقسامات الجغرافية تؤدي إلى تجزئة المشهد الإعلامي وتختلف الروايات بحسب المناطق. القيود اللوجستية والمالية تُضيف تحديات إضافية، مما يحد من قدرة وسائل الإعلام على العمل بكفاءة.

على الرغم من هذه التحديات، يستمر الإعلام الحر في البحث عن طرق للتغلب على العقبات والحفاظ على استقلاليته. الشبكات الرقمية والمنصات الاجتماعية توفر منافذ للصحفيين والمدونين لنشر الأخبار والتقارير التي تتجاوز الرقابة والتحيز السياسي.

هناك أمل في أن يتمكن الإعلام الحر من لعب دور أكبر في المستقبل لتعزيز الشفافية والديمقراطية في سوريا، وأن يُسهم في بناء مجتمع أكثر انفتاحًا وتقدمًا.

التحديات والمستقبل: غياب الحرية الصحفية والأمل في التغيير

دور المجتمع الدولي في دعم حرية التعبير ووسائل الإعلام المستقلة في سوريا يُعد حيويًا، خاصة في ظل الصراعات والتحديات الراهنة. المجتمع الدولي، من خلال المنظمات الحقوقية والهيئات الدبلوماسية، يمكن أن يُسهم في تعزيز الحريات الإعلامية من خلال:

  • الضغط السياسي: للتأثير على الحكومات والجماعات المسلحة لاحترام حرية الصحافة وحماية الصحفيين.
  • الدعم المالي والتقني: لوسائل الإعلام المستقلة لتعزيز قدرتها على البقاء والاستمرارية.
  • برامج التدريب: لتطوير مهارات الصحفيين في التحقيق والتقرير الصحفي الدقيق والموضوعي.
  • الدعوة للشفافية: وتوفير منصات دولية للصحفيين لنشر تقاريرهم.

بالنسبة لمستقبل الإعلام في سوريا بعد انتهاء الصراع، يمكن تصور عدة سيناريوهات:

  1. إعادة بناء البنية التحتية الإعلامية: مع انتهاء الصراع، قد تتاح الفرصة لإعادة بناء وسائل الإعلام المستقلة والموثوقة.
  2. تعزيز القوانين الداعمة للإعلام: إصلاح القوانين لضمان حرية الصحافة وحماية الصحفيين من الاعتداءات.
  3. التركيز على الإعلام الرقمي: استغلال التكنولوجيا الرقمية لتوفير معلومات دقيقة ومتنوعة للجمهور.
  4. التعاون الإقليمي والدولي: لتبادل الخبرات والمعرفة وتعزيز التعاون بين وسائل الإعلام المختلفة.

التحديات مثل غياب الحرية الصحفية وعدم الأمان للصحفيين تظل قائمة، ولكن مع الدعم الدولي والإرادة السياسية، يمكن تحقيق التغيير نحو بيئة إعلامية أكثر حرية وأمانًا في سوريا. الأمل في التغيير يُعزز من إمكانية تطوير وسائل إعلام تُسهم في بناء مجتمع مدني قوي ومستنير.

المجتمع المدني وتحولات الإعلام: دعائم الحرية والتنوير

يشكل المجتمع المدني ركنًا أساسيًا في تطور المشهد الإعلامي، مؤديًا دورًا محوريًا في دعم حرية الصحافة والتعبير.

النقاط الرئيسية التي تبرز مساهمات المجتمع المدني:

  1. الدفاع عن حرية الإعلام: المجتمع المدني يناضل من أجل حماية حقوق الصحفيين وضمان استقلالية الصحافة، مقدمًا الدعم القانوني للمدافعين عن الحقيقة في وجه القمع.
  2. الرقابة المجتمعية: يقوم بدور الحارس الأمين على الإعلام الرسمي، مشيرًا إلى أي تحيزات أو ممارسات تخل بالأخلاق الصحفية.
  3. تعزيز التنوع الإعلامي: يساهم بفعالية في إنشاء ودعم وسائل إعلام مستقلة ومجتمعية تقدم رؤى بديلة للسرد الرسمي.
  4. التوعية والتثقيف: ينظم حملات توعوية لرفع مستوى الوعي العام بأهمية وجود إعلام مستقل وموثوق به.
  5. الضغط من أجل الإصلاحات القانونية: يطالب بإصلاحات تشريعية تعزز من الشفافية والمساءلة في الإعلام الرسمي.

من خلال هذه الجهود، يساهم المجتمع المدني في صياغة مستقبل إعلامي يتسم بالحرية والتنوع، معززًا لدور الإعلام كحجر زاوية في بناء ديمقراطية راسخة ومجتمع متطور.

استراتيجيات التغطية الإخبارية في زمن الصراعات

تلعب الأخلاقيات المهنية دورًا حاسمًا في تغطية الصراعات، حيث توجه الصحفيين للعمل بمسؤولية ونزاهة.

 تحليل لأهمية الأخلاقيات المهنية والتوازن والحيادية في التغطية الإخبارية، مع استراتيجيات فعّالة:

الأخلاقيات المهنية:

  • تضمن الأخلاقيات المهنية أن يتم التعامل مع المعلومات بدقة وعدالة، مما يحافظ على ثقة الجمهور.
  • تحمي الأخلاقيات الصحفيين من التأثيرات الخارجية التي قد تؤدي إلى تحيز التغطية.

التوازن والحيادية:

  • التوازن يعني تقديم كل الجوانب المتعلقة بالقصة، بينما الحيادية تعني الابتعاد عن الآراء الشخصية.
  • هذه المبادئ تساعد في تقديم صورة شاملة وموضوعية للأحداث.

استراتيجيات التغطية الإخبارية:

  1. التحقق من المصادر: التأكد من صحة المعلومات ومصداقية المصادر يحمي من نشر الأخبار الكاذبة.
  2. الحيادية والموضوعية: الالتزام بالموضوعية يضمن تغطية متوازنة وغير متحيزة.
  3. التغطية الشاملة: تقديم جميع وجهات النظر يعطي القراء فهمًا كاملًا للقصة.
  4. الأمان الشخصي: حماية الصحفيين أثناء جمع الأخبار يضمن استمرارية التغطية الإخبارية.
  5. استخدام التكنولوجيا: التكنولوجيا تسهل جمع ونشر الأخبار، خاصة في المناطق الخطرة.
  6. التدريب المستمر: التدريب يحسن مهارات الصحفيين ويعدهم للتعامل مع الظروف الصعبة.
  7. الشفافية: الوضوح في التعامل مع الأخبار يعزز الثقة ويكشف عن التحديات التي تواجه الصحفيين.
  8. التواصل مع الجمهور: الاستماع للجمهور يحسن الأداء ويعزز المصداقية.

تُعد هذه الاستراتيجيات أساسية للحفاظ على معايير الصحافة العالية وضمان تقديم تغطية إخبارية دقيقة ومتوازنة في زمن الصراعات.

الخلاصة: يمثل الإعلام المؤدلج والمسيس في سوريا مرآة للتوترات السياسية والعسكرية التي تعصف بالبلاد. رغم التحديات التي تفرضها الرقابة والتوجيه الإعلامي، فإن التقدم التكنولوجي وظهور وسائل الإعلام البديلة قدما فرصة للتعبير الحر والمستقل.

أهم النقاط المطروحة في المقالة:

  1. قبل حكم حزب البعث: كان الإعلام السوري متنوعًا، يعبر عن آراء متعددة.
  2. بعد وصول حزب البعث: استُخدم الإعلام لتعزيز سيطرة الحكومة وتوجيه الرأي العام.
  3. خلال الصراع: ظهرت وسائل إعلام معارضة، بينما حافظ النظام على منصاته الإعلامية.
  4. وسائل الإعلام البديلة: ساهمت في كسر احتكار المعلومات وتمكين الأصوات المهمشة.
  5. الإعلام المؤدلج: يؤثر على الوعي العام وقد يُستخدم لتأجيج الصراعات.
  6. الرقابة والقمع: تواجه وسائل الإعلام مضايقات وتهديدات، خاصةً المعارضة منها.
  7. الإعلام الحر: يلعب دورًا مهمًا في تعزيز الديمقراطية وكشف الفساد.
  8. المجتمع المدني: يدعم حرية الصحافة ويعزز التنوع الإعلامي.
  9. أخلاقيات الصحافة: يجب على الصحفيين الالتزام بالدقة والحيادية.
  10. الأمل في المستقبل: يظل الأمل في إعلام سوري حر يساهم في بناء مجتمع متطور ومنفتح.

يُعتبر الإعلام الحر والمستقل دعامة أساسية لتطوير مجتمع ديمقراطي يسوده السلام والازدهار. يُسهم في ضمان التعددية الفكرية ويدعم حرية تدفق المعلومات، مما يعزز من قيم الشفافية والمسؤولية الاجتماعية. في السياق السوري، يمكن للإعلام النزيه أن يقوم بدور فعال في التغلب على التحديات الحالية ويساعد في تشكيل مستقبل مشرق للأمة. من الضروري أن يحتفظ الإعلام بحياديته واستقلاليته، متبعًا أعلى معايير النزاهة ومتجنبًا الانحياز السياسي أو التحيز لأي جهة.

يجب على الإعلام أن يلتزم بدوره كحارس للمصلحة العامة “سلطة رابعة”، مسلطًا الضوء على الإيجابيات وموجهًا النقد البناء للسلبيات بطريقة متوازنة وموضوعية. ينبغي له أن يسعى لتحقيق التوازن الدقيق بين حرية التعبير والمسؤولية الأخلاقية، لضمان تقديم تغطية إعلامية تتسم بالدقة والمهنية. هذا التوازن الحساس هو الذي سيضمن أن يظل الإعلام في سوريا قوة للخير، يدعم الحوار البناء ويساهم في تنمية المجتمع وتقدمه.

زر الذهاب إلى الأعلى