الرأي العام

دلالات وقضايا | اللُّغة العربيَّة... كلماتٌ ليست كالكلمات!

مهنَّا بلال الرَّشيد

يدركُ المُشْتَغِلُون بالمعجميَّة العربيَّة ذلك الجهد الكبير الَّذي بذله المعجميُّون الأوائل من قدماء العرب حين جمعوا ألفاظ العربيَّة الفصحى وشواردها مِن عَلى كلِّ لسان فصيحٍ في خيام العرب ومضارِب البدو المتناثرة في قلب الجزيرة العربيَّة وأطراف اليمن وبوادي الشَّام والعراق وقلب الجزيرة الفراتيَّة وأطرافها الشَّرقيَّة والغربيَّة ونواحيها العُليا، وبات من المؤكِّد لدينا أنَّ حبَّ اللُّغة العربيَّة وشغفهم بها وبألفاظها ومخارج حروفها وأوزان كلماتها وتقليباتها الصَّرفيَّة لم تكن وحدَها دوافع المُعجميِّين العرب؛ ليُفنوا سنواتٍ طوالَ من أعمارَهم تنقُّلًا في البوادي؛ لجمع مفردات هذه اللُّغة وتبويبها والاستشهاد بالمستعمل منها، ومع أنَّني أدركُ أنَّ الله-سبحانه وتعالى-لم يُسخِّر أولئك العلماء الأفذاذ وجهودهم المشرقة لخدمة العربيَّة وجمْعِ ألفاظها إلَّا لشيء عظيم؛ إلَّا أنَّني-ومع هذا الإدراك-لن أُسهب في الحديث عن هذه النُّقطة، الَّتي يُركِّز عليها معظم مَن يحتفي باللُّغة العربيَّة، أو يكتب في شأنِ المعجميَّة وجَمْعِ ألفاظها.

كلمات فُصحى من ضواحي مكَّة المكرَّمة وبوادي الشَّام واليمن والجزيرة العربيَّة:

 وعى المعجميُّون العرب في تلك العصور القديمة والذَّهبيَّة دور الكلمة في إحقاق الحقِّ، وإزهاق الباطل، وأدركوا وظيفتَها في الكشف عن مكنونات النَّفس الأبيَّة، كما عرفوا أهمِّيَّة استثمار بعض الألفاظ في هجاء الكذَّابين المتلوِّنين والدَّجَّالين المتملِّقين والمنافقين المتاجرين بالقضايا الكُبرى، وفهموا جيِّدًا دور الكلمات الاستعماليَّ في المديح الفارغ مع التَّزلُّف والتَّملُّق؛ لذلك أجهد المعجميُّون نفوسَهم الأبيَّة، وتعبوا في جمع شوارد المفردات الفصيحة، ولم يستحقروا راعيَ إبلٍ ولا راعيَ غنَم عندما ينطق بحكمة سائرة، ولم يستخفُّوا بفصاحة طفل صاعدٍ أو فتى ناشئ عندما ينطق بعبارة بليغة، وظلَّ حديث الرَّسول الكريم محمَّد صلَّى الله عليه وسلَّم في شأن فصاحته يحدو أمَلَهم، ويشحذُ هممهم؛ لأنَّه جمع في لغته بين فصاحة قريش في مكَّة المكرَّمة، ونقاء الألفاظ البدويَّة، الَّتي نهلها حين استرضع في بني سعد، ورعى الأغنام في بوادي الجزيرة العربيَّة، وتاجر لأمِّ المؤمنين خديجة رضي الله عنها بين الشَّام واليمن، وقد قال صلَّى الله عليه وسلَّم: (أنا أفصح من نطق بالضَّادِ بيد أنِّي من قريش، ونشأتُ في بني سعد).

والحقُّ أنَّ للكلمة الأنيقة في سياقها المناسب وَقْعٌ أقوى من وقع الحسام المهنَّد، وأمضى من السِّهام والرِّماح، فقد روى أبو سعيد الخدريُّ عن النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم أنَّه قال: (أفضلُ الجهاد كلمةُ عدلٍ عند سلطان جائر)، وندركُ قوَّة الكلمة عندما نجد فضلَها فوق فضلِ الجهاد والرِّباط في سبيل الله، فقد قال صلَّى الله عليه وسلَّم: (رِباط يومٍ في سبيل الله خيرٌ من الدُّنيا وما عليها، وموضِعُ سَوط أحدِكم من الجنَّة خيرٌ من الدَّنيا وما عليها)؛ فلله درُّ الكلمات فاق أجرُها وأثرُها أجْرَ الجهاد وأثرِه إن جاءت لإحقاق الحقِّ وإزهاق الباطل! وها هي الكلمات ذاتها تَكُبُّ المنافقين الدَّجَّالين على مناخرهم في نار السَّعير، وقد قال الرَّسول الكريم بعد أن سأله معاذُ بن جبلٍ رضي الله عنه؛ فقال معاذ: إنَّا لمؤاخذون بما نتكلَّم به؟ فقال النَّبيُّ الكريم: (ثكلتك أمُّك يا معاذ! وهل يَكبُّ النَّاس في النَّارِ على وجوههم أو على مناخرهم إلَّا حصائد ألسنتهم؟!). ومِنْ حصائد الألسن النَّتنة ما يفعلُه صِغارُ المترجمين حين يخونون الكلمة، ويقلبون المعنى بترجمة محرَّفةٍ رخيصة، ومن هذه الحصائد ما يفعله أقزام الوشاة من الثَّعالب وبنات آوى الدَّنيئة حين يُفسدون الودَّ بين الأخلَّاء، ويشوِّهون بيئة العمل النَّظيفة؛ ليأخذوا مكان غيرهم من أصحاب الكفاءات الحقيقيَّة والقدر الكبير، وتنتفخ حجومهم؛ فيبدو القطُّ الصَّغير منهم أسدًا خلفَ مكتبه أو وراء طاولته، ويحصل القَزَم على لقب الأستاذ أو كبير المستشارين دون أيِّ وجه حقّ؛ ولله درُّ الشَّاعر عليّ الحصريِّ القيروانيّ حين قال:

ممَّا يُنغِّصني في أرضِ أندلسٍ    ألقابُ معتصمٍ فيها ومعتضدِ

ألقابُ مملكة في غير موضعها   كالهرِّ يحكي انتفاخًا صولَة الأسدِ

بل إنَّ تسمية القرآن الكريم الواشي الكذَّاب باسم (الفاسق) أبلغ من هذا كلِّه؛ لأنَّ هذه الكلمة في هذا السِّياق تدلُّ على العصيان والفجور وفقدان البوصلة والضَّياع في متاهات الغرور والغلِّ والحسد سعيًا وراء لعاعة الدُّنيا ومناصبها الدَّنيئة وخُيَلائها الَّذي يكشف عن ضَعَةِ أهل الخُيَلاء، فقد قال عزَّ وجلَّ: (يا أيُّها الَّذين آمنوا إذا جاءكم فاسق بنبأ فتبيَّنوا أن تصيبوا قومًا بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين) [الحجرات: 6]، كما حذَّر النَّبيُّ الكريم من لَحْنِ القول وأصحابه لدى بعض المحامين والمتنفِّذين والقريبين من أصحاب القرار، عندما يلحنون في ترجمة كلماتهم المعسولة ظاهرًا، أو عندما ينطق السُّفهاء بكلمات منمَّقة يقطر باطنها سُمًّا زُعافًا؛ فقد قال صلَّى الله عليه وسلَّم: (إنَّما أنا بشرٌ وإنَّكم تختصمون إليَّ، ولعلَّ بعضكم أن يكون ألحن بحجَّته من بعض، فأقضي على نحو ما أسمع، فمن قضيتُ له من حقِّ أخيه شيئًا، فلا يأخذه فإنَّما أقطع له قطعة من النَّار).

التَّعريض وجلال الكلمات المهيبة:

ذمَّ الشَّريف الرَّضيُّ شعرَ المتنبِّي في مجلس من مجالس بغداد عاصمة الدَّولة العبَّاسيَّة العامرة بجلال الكلمات العربيَّة وجمالها؛ فغضب شيخُ المعرَّة أبو العلاء المعرِّيُّ، الَّذي حضر ذلك المجلس أثناء رحلته الشَّهيرة إلى بغداد، وكان المعرِّيُّ-شاعر الفلاسفة وفيلسوف الشُّعراء-عالمًا مهيبًا من علماء اللُّغة، وصاحب رأي نقديٍّ يُعتدُّ به، علاوة على حبِّه لشخص المتنبِّي وشعره؛ فنطق بكلمة حقٍّ، كادت أو تودي به في ذلك المجلس، وقال: المتنبِّي أشعرُ النَّاس، لو لم يكن له غير لاميَّته الشَّهيرة الَّتي يقول فيها:

لكِ يا منازلُ في القلوبِ منازلُ   أقفرتِ أنتِ وهنَّ منكِ أواهلُ

فجُنَّ جنون الشَّريف الرَّضيِّ، وأمر بجلدِ شيخ المعرَّة؛ فتوسَّط له الحاضرون، وقالوا: أتضربُ الشَّيخ على قولٍ للمتنبِّي؟! فقال الشَّريف: ليس الأمر كما تظنُّون، وإنَّما عرَّضَ بي هذا الشَّيخ تعريضًا أمضى من وقعِ الحسام المهنَّد على نفسي، ولم يُرد هذا الأعمى غير اتِّهامي بالنَّقص والسَّقاطة من خلال قول المتنبِّي المسكوت عنه، والَّذي سيأتي في هذه اللَّاميَّة ذاتها:

وإذا أتتكَ مذمَّتي من ناقصٍ      فهي الشَّهادة لي بأنِّي كاملُ

فَسَأَلُوا المتنبِّي عن مقصده ورأيه بما قاله الشَّريف؛ فقال: والله ما قصدتُ شيئًا غيرَ ما فهمَه الأمير!

ألفاظ مدهشة ومعانٍ رهيبة بين جلال التَّعريض وجمال الصَّمت:

إن تداعت المعاني الرَّهيبة إلى وجدان الشَّريف الرَّضيِّ عندما عرَّض المعرِّيُّ بها تعريضًا، برغم امتناعه عن التَّصريح بتلك المعاني، فإنَّ نزار قبَّاني (1923-1998) الَّذي احتفلنا بالذِّكرى المئويَّة الأولى لميلاده في (21) (آذار مارس الماضي) استطاع أن يستحضر كلَّ المعاني الجميلة وألفاظ الغزل الرَّقيقة دون أن يبوح بواحدة منها، فقد حزنت حبيبته؛ لأنَّه صار أشبه بتمثال صامت أمامها، ولم يَعد يتغزَّل بها، وينظم القصائد في جمال جسدِها؛ فقالت له:

قُل لي ولو كذبًا كلامًا ناعمًا     قد كاد يقتلني بك التِّمثال

فاستحضر نزار كلَّ الغزل العربيِّ دون أن يبوح بشيء منه، وأجابها:

ما زلتِ في فنِّ المحبَّة طفلة     بيني وبينك أبحرٌ وجبالُ

لم تستطيعي بعدُ أن تتفهَّمي     أنَّ الرِّجالَ جميعَهم أطفالُ

فإذا وقفتُ أمامَ حُسنكِ صامتًا    فالصَّمتُ في حرَمِ الجمالِ جمالُ

كلماتُنا في الحبِّ تقتلُ حبَّنا      إنَّ الحروف تموتُ حين تقال

الشِّعر العربيُّ في حالات الوتساب حالات واقعيَّة أم حالات شعريَّة وشاعريَّة؟!

مررتُ في بلاد الغربة بشخصيَّات كثيرة، قليلٌ منها كانت شخصيَّات مبدأ ورجال مواقف، ومعظمها كان ممَّن يُجيد التَّمثيل والاصطياد في الماء العكر، وقد فرضت علينا بيئة العمل الصَّعبة أن نتعامل مع مثل هذه الشَّخصيَّات مثلما عملنا في بلاد الغربة الأخرى نتيجة للحاجة الملحَّة مع بعض المنظَّمات-مع إدراكنا-مخاطر أولئك الَّذين يتقنَّعون بأقنعة إنسانيَّة، وهم من الإنسانيَّة خواء، وقد أذهلني موقف زميلٍ من زملاء العمل، كان يُجيد الانتهازيَّة واغتنام الفُرص والاصطياد في الماء العكر برغم كِبَرِ سنَّه واعتماره قُبَّعة تُشبه قبَّعة كارل ماركس، وبرغم اختلافنا الكبير مع بعض أفكار كارل ماركس فقد تمنَّينا من صديقنا أن يحمل بعض مبادئ ماركس وقيمه الجميلة، حين وشى بزملائه وهم يبحثون عن فرصة عمل بحثيَّة مع واحدة من المنظَّمات؛ فراح يصطاد في الماء العكِر، واتَّصل بمدير المؤسَّسة، ووشى بالمنظَّمة وزملائه، وراح ينسج قصص البطولة الدُّونكيشوتيّة عن بطولاته الوهميَّة الزَّائفة وحرصه الكبير على الأمن القوميِّ للكرة الأرضيَّة؛ وهنا تذكَّرتُ أغنية من مستعمل العربيَّة في وقتنا الرَّاهن، يقول فيها سعود أبو سلطان:

لا تصيد في الماي العكر

الحُرّ ما يرضى الأسر

الخير دايم ينتسى

والشَّرّ دايم ينذكر

وقد أذهلتني قدرة هذا الزَّميل من زملاء العمل على التَّلوُّن وتغيير المواقف، وكان ذلك عندما نزحتُ إلى أوروبَّا، وعملتُ فيها، وظهرتْ لي قدرتُه الكبيرة على انتهاز الفُرص وتقليب المواقف؛ فهو مرَّة يشجِّع كلَّ محارب ضدَّ الفساد، ومرَّة يتَّهم المحارب ذاته بقلَّة الوعي والطَّيش والنَّزق وقلَّة الخبرة؛ لأنَّه لا يُجيد التَّلوُّن مثله، ولا يجيد (السُّكوت عن الحقِّ مثل شيطان أخرس)، ومرَّة بارك هذا المتلوِّن لزميل له، صغيرٍ ومنتفخٍ دون جدوى مثلِه، وليس له من المبادئ إلَّا قشورها؛ فدبَّج المتملِّقُ الكبير لصاحب المنصب الصَّغير في مجموعة من مجموعات الواتساب رسالةً رَدْحيَّة مَدحيَّة طنَّانة ورنَّانة لا يدبِّجها إلَّا انتهازيٌّ وضيع، أضحكت جميعَ القرَّاء لكثرة ما فيها من زيف وتملُّق؛ وقال أحد القرَّاء تعليقًا على هذه الحادثة مثلًا عربيًّا مُدهشًا: (الجنازة حامية، والميت كلب)، وزادت القهقهة عندما ردَّ المتملَّقُ للمتملِّق بالشُّكر على التَّهنئة والدَّعوات في تخليص الكون من الشُّرور والآثام.

وفي بيئة أخرى بعيدة وراء البحار تعرَّضتُ فيها لمشكلة، وبدا للجميع أنَّ مدير المؤسَّسة غاضب منِّي لأمر عظيم؛ وفي ذلك الوقت بالتَّحديد شاهدني زميل عملٍ يدَّعي الودَّ في ممرٍّ من ممرَّات المؤسَّسة؛ فابتعدَ عنِّي، ولم يُسلِّم عليَّ خشية أن ترصده إحدى الكاميرات وهو يسلِّم عليَّ؛ كيلا تغضب منه مجموعة أدعياء القيم والمبادئ، وعندما التقينا في جلسة لوداع صديق مسافر بعيدًا عن المؤسَّسة قال لي: لا تؤاخذني! لم أُسلِّم عليك ذاك اليوم؛ لقد كنتُ مصابًا بالإنفلونزا والبلغم؛ فخشيتُ أن أصيبَك بالعدوى؛ وههنا تذكَّرتُ جمال العربيَّة وجلالها ومهابتها في قول الإمام الشَّافعيِ:

جزى الله الشَّدائدَ كلَّ خيرٍ                وإن كانت تُغصِّصُني بريقي

وما شكري لها حمدًا ولكن        عرفتُ بها عدوِّي من صديقي

وفي ساحات الاغتراب الكثيرة رأيتُ دَعِيَّ الودِّ الَّذي يتاجهلني وَقْتَ المُصاب، ويبارك للأقزام مناصبهم الدَّنيئة على صفحات الفيسبوك في عبارات معسولة وخُلَّبيَّة رنَّانة، وكيلا نبخس أبناء الأصول حقوقهم رأيتُ في الغربة رجال مواقف ومبادئ؛ بادروا لزيارتي وقت الشَّدائد، وحملوا موقفي من قضيَّةٍ ظُلمتُ فيها، كأنَّها قضيَّتهم، ولم يمنعهم كِبَرُ شأنهم ومقامهم الرَّفيع عن زيارتي أكثر من مرَّة برغم أنَّ الواجب يدعو صاحب الحاجة إلى الرَّحيل من أجل حاجته؛ وههنا أيقنتُ أنَّ دعوةَ المظلوم سهامٌ تصعد إلى السَّماء، ولا يفصل بينها وبين الله حِجاب، ويُسخِّر الله لها وللمظلومين أنفسهم أبناء الأصول لحمل قضيَّتهم مثلما سخَّر لها ألسنة المفوَّهين البُلغاء من خطباء المساجد في (بيئة العمل) والفحول من شعراء العربيَّة وأصحاب المبادئ العالية حين قالوا في وصف دعوة المظلوم:

تفلَّتَتْ من شُرورِ الأرض وانطلقت       كالسَّهم يحدو بها صِدقٌ وإيمانُ

حتَّى إذا اغرورقت في النُّور وانقشعت    في حضرة القدسِ آلامٌ وأحزانُ

ألقت إلى حَكَمٍ عدلٍ ظَلَامتها             فقام للحقِّ عند الله ميزانُ

لأستجيبنَّ للمظلومِ دعوتَه                        ولو تطاول أزمانٌ وأزمانُ

فلا تكونَّن مكتوفَ اليدين على           عجزٍ وعندكَ من ذي العرشِ سُلطانُ

المتملِّقون كثيرون، ومثلهم الكذَّابون والمنافقون، لكنَّك ستجد الرِّجال الأوفياء لو كنتَ تسير على دربهم، وستجدُ في كنوز العربيَّة ما يُشفي غليلك للتَّعبير عن مثل هذه المواقف؛ ألم أقل لك قارئي العزيز: لقد كان المعجميُّون العرب على حقٍّ حين أتعبوا نفوسهم الأبيَّة في جمع شوارد المفردات العربيَّة؟! ولم يفعلوا ذلك إلَّا لإدراكهم قيمة الكلمة! وقد وصلنا إلى نهاية المطاف بعد أن عَرَضْنَا بعضًا من جلال الألفاظ العربيَّة، وعرَّضنا ببعض السُّفهاء والوشاة والدَّجَّالين من بنات آوى المنتفخة، وطوَّفنا على جلال بعض أهل القدر، ورأينا مهابة كثيرٍ من ألفاظهم دون أن ينطقوا بها، كما حضر طيف الجمال دون التَّصريح به في هذا المقال؛ لذلك يمكننا أن نقول: إنَّ لغة بهذه المهابة وذاك الجلال وذيَّاك الجمال تستحقُّ أن نحتفي بها، ونحتفل بعيدها في كلِّ عام.

زر الذهاب إلى الأعلى