العربي الآن

الإدارة الكردية تفتتح جسر الرشيد في الرقة: اليوم نرمي القنابل وغداً نبني الجسور (صور)

العربي القديم | أسامة الخلف – الرقة

أعلنت الإدارة الذاتية يوم أمس الخميس انتهاء أعمال إعادة إعمار جسر الرشيد أو بحسب المسمى المحلي “الرقة الجديد” بعد أن خرج عن الخدمة نتيجة الضربات الجوية، وتفجير قسم من جسم الجسر من قبل تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) عام 2017 خلال عملية “غضب الفرات”.

وتعرضت أغلبية الجسور في الرقة للتدمير بقصف لطائرات “التحالف الدولي”، خلال سيطرة تنظيم “الدولة الإسلامية” على المدينة، حيث أدت العمليات العسكرية في شمال شرق سوريا والرقة بشكل خاص عام  2017، تحت مسمى “الحرب على الإرهاب” أو عملية “غضب الفرات” بقيادة الولايات المتحدة والحلفاء ضد التنظيم، إلى تدمير البنى التحتية والسكنية لمايقارب  ٨٠ بالمئة  من محافظة الرقة ما أدى إلى تهجير عشرات الآلاف من أهلها.

اللمسات الأخيرة قبل افتتاح الجسر (العربي القديم)

حلقة وصل

ويعود تاريخ بناء الجسر إلى  ستينيات القرن الـماضي  بطول يبلغ 525 متراً، وعرض 12 متراً، وكان يعتبر حلقة الوصل الأهم بين الرقة والمدن السورية الأخرى.

وتضم محافظة الرقة عدة جسور على نهر الفرات ، أهمها  جسر الرشيد “الجديد “والقديم (المنصور) وجسر “المغلة”الشاهر  60 كيلومترًا شرقي الرقة، بالإضافة إلى سد  “المنصورة” و سد ”الطبقة” لمرور السيارات وشاحنات النقل الكبيرة.

التحالف الدولي أطلق فيما بعد، مشاريع وبرامج لإعادة إعمار ما نتج عن الحرب، لكن وبعد مرور خمسة أعوام من تحرير الرقة حدث مالم يكن بالحسبان وهو تسييس المساعدات الخارجية بشكل غير مسبوق، والتي أسفرت عن عواقب مدمرة مازال الرقيون والسوريون يلاقون الأمرين من نتائجها.

بعد سبع سنوات من تدمير: الجسر يعود للحياة (العربي القديم)

تدمير لأغراض إنسانية

تتشبث بعض الوكالات بالحياد، ولكن الصحفي (بيتر غيل) أورد في كتابه “اليوم نرمي القواعد وغدا نبني الجسور” حول مسألة النظرية والتطبيق، فقال:

 “حين قصفت الولايات المتحدة مدينة كوباني السورية عام 2014 لوقف سقوطها على يد الدولة الإسلامية، قال الجنرال الأميركي المتقاعد، والمكلّف ببناء تحالف عسكري ضد الجهاديين، جون آلين إنه لن يستخدم مصطلحات مثل “الهدف الاستراتيجي” أو “نتائج استراتيجية” لوصف العملية، ثم أضاف: “نحن نضرب أهدافاً حول كوباني لأغراض إنسانية”.

الحرب ضد تنظيم الدولة الإسلامية وإستراتيجية الجسوربالرقة :

وتضم محافظة الرقة 134 جسراً وعبارة، من ضمنها سديّ الفرات والبعث (كديران)، دُمّر 66 منها بشكل كليّ أو جزئي بفعل قصف التحالف الدولي أو مفخخات “داعش”.

وبعدمرور سبع سنوات على تأسيس مجلس الرقة المدني التابع للإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا، وهي المسؤولة عن الشؤون الخدمية والصحية لمدينة الرقة وريفها، ما تزال سبع جسور وعبّارتان (جسران صغيران) خارج الخدمة، وجسر اليمامة وسحل الخشب وجسر هنيدة-كديران (جسر القطار) في الريف الغربي، والرجم الأبيض في الريف الشمالي الغربي، وتل السمن-الكالطة وخنيز الوسطي- الحتر في الريف الشمالي، وجسر المغلة في الريف الشرقي، وعبّارتا كسرة شيخ الجمعة في الريف الجنوبي.

أهالي الرقة يدشنون الجسر باحتفالية ليلية (العربي القديم)

وقد رُمم 56 جسراً وعبارة، لكن 14 منها تم ترميمه بشكل مؤقت، بتثبيت جسور معدنية (حربية) قدرتها أقل من الإسمنتية وتحتاج إلى صيانة مستمرة، فيما تم ترميم عشرة جسور أخرى بطرق بدائية “من خلال وضع الردميات والأنقاض كبديل للجسر” فيما قامت الإدارة الذاتية في الوقت الحاضر بتأهيل الجسر الحيوي الثاني “جسر الرشيد”، بعيد إنشاء جسر المنصور في العام 2019 الذي لم يفي بالغرض كونه لا يتحمل أوزان كبير، ويضطر أصحاب الشاحنات الثقيلة والقوافل التجارية للذهاب لمسافة 50،كم حيث سد الفرات في الطبقة غربي مركز مدينة الرقة.

معاناة مستمرة

تستمر معاناة أهالي مدينة الرقة من أجل إعادة بنائها بعد خمسة أعوام من الدمار الذي لحق بالبنية التحتية والمرافق الحيوية للمدينة والأبنية السكنية .

وتحتاج المدينة اليوم إلى إعادة بناء شاملة، بالرغم من مرور سبعة أعوام من خروجها من قبضة داعش، إذ كانت مدمرة بشكل كامل عندما تم استعادتها من قبل قوات سوريا الديمقراطية، وكان التحالف الدولي ألقى حوالي 10 آلاف قنبلة على المدينة ما أسفر عن مقتل 1600 مدني وفقا تقديرات الأمم المتحدة وهيومن رايتس ووتش ٢٠١٨م

وعملت في مدينة الرقة أكثر من 128 منظمة حكومية ودولية وبرامج ممولة دولياً لخطط تنمية وإعادة إعمار، لكن حكاية الدمار لم تنته بعد، ومازالت الصورة النمطية السائدة في أغلب شوارع وأحياء المدينة هي الدمار والخراب.

تغيير اسم الجسر إلى (الرقة الجديد) لماذا…؟!
زر الذهاب إلى الأعلى