إيران: أصابع خفية وقوة ناعمة
موسى رحوم عبَّاس* – العربي القديم
أطلق جوزف ناي** من جامعة هارفرد مصطلح “القوة الناعمة” (soft power) قاصدا الإجراءات التي تضمن للدولة القدرة على التوسع ومد النفوذ دون حرب ولا دماء، بل باستعمال القفاز الحريري الذي يخفي الأصابع الفولاذية. ثم تطور هذا المفهوم ليشمل التأثير على الرأي العام وصناعة التوجهات من خلال تصنيع واجهات رسمية وغير رسمية. حتى قال وزير الدفاع الأمريكي حينها روبرت غيتس: “يجب زيادة الإنفاق على الأدوات المدنية من الأمن القومي بالدبلوماسية، والاتصالات الاستراتيجية، وتقديم المساعدات الأجنبية…” وفي الحقيقة اشتغلت الولايات الأمريكية على بناء شبكة معقدة من العلاقات لتطوير القوى الناعمة قبل جوزف ناي بكثير، حيث تشير المعلومات التي رفعت السرية عنها مؤخرا أن ما يسمى بمركز الثقافة ودعم الديمقراطية التابع مباشرة لوكالة الأمن القومي الأمريكية كان يقوم بهذه المهمة، ومن هذه الجهات في منطقتنا العربية التي تلقت أموالا – مباشرة، أو غير مباشرة- مجلة “شعر” في بيروت التي ضمت مجموعة من المثقفين العرب، حيث كانت الوكالة تشتري شكليا ألف عدد شهريا دعما غير مباشر، وهذا لم يعد سرًّا، والأدوار اللاحقة لمثل هذه المنصَّات الثقافية لمَّا تزل تدور في الفلك عينه متدثرة بدعاوى الحداثة والتنوير.
إيران وبناء القوة النَّاعمة
منذ أن حطت الطائرة الفرنسية بالخميني متأبطا ذراع ضابط المخابرات الفرنسي ولاحقا روحاني وغيرهم من منظري وقادة ما عرف باسم “الثورة الإسلامية” وهذا المفهوم يشهد نموا غير مسبوق، مع ما عرف باسم “الثورة الثقافية” ويجري تعميقه بالتوازي مع “مَلْشَنة” المجتمعات وتفتيت الدولة وفقا لمصطلحات علم الاجتماع السياسي بما فيها من مؤسسات وطنية (جيش، أحزاب، جامعات، منظمات مجتمع مدني) لصالح مفهوم الدولة/ الميليشيا. وإيران نفسها مثال صارخ على هذا. فالحرس الثوري ذو التكوين الميلشوي العقائدي المذهبي أزاح مفهوم الجيش الوطني الذي – نظريا على الأقل – يجب أن يكون هو الممثل لكل قوميات الدولة ومذاهبها وطوائفها… إلخ. رئاسة الدولة والوزارة هي مكاتب تنفيذية لصالح الدولة العميقة التي لا نعرف منها سوى رأس قمة جبل الجليد، أي، المرشد الأعلى الذي ينبثق عن مجامع لا نعرف أعضاءها ولا طريقة اختيارهم. هيكلية معقدة وسرية تشبه إلى حد بعيد المحافل الماسونية، بل تتماهى مع تركيبتها بصورة شبه متطابقة، ومنذ البدء كان مبدأ “تصدير الثورة” مبدأ يكفله الدستور الإيراني علانية وبوضوح شديد في المادة (4) منه، أي أنهم وضعوا قانون التدخل في شؤون الدول الأخرى مشروعا ودستوريا، وهم ينفذونه بكل صفاقة، ويرصدون له الموارد المادية الضخمة من قوت الشعب الإيراني المغلوب على أمره. وكانت محاولات النظام الإيراني في بناء قوة ناعمة مبكرة جدا، منذ فترة حكم الأسد الأب حيث أسست جمعية تحت مسمى “جمعية الإمام المرتضى” وانتشرت فروعها بالمحافظات السورية، وصارت تجمع الأتباع وتقيم المحاضرات. لكن الحكم في ذلك الوقت كان حساسا تجاه كل من ينازعه السلطة؛ فحظرها وصفَّى ممتلكاتها، ثم جاءت رابطة خريجي الدراسات العليا، تقليدا لها، وابتهاجا من لدن رفعت الأسد كونه صار “مُسَقَّفا،” أي، خرِّيجا بدرجة الدكتوراه من جامعات الأصدقاء السُّوفييت، فانتشرت فروعها، وصار لها مندوبون في المحافظات، لكنها انطفأت مع غروب شمس مؤسسها المثقف جدا، وللأسباب عينها!
صناعة مثقف!
لستُ بحاجة للتأكيد أن المجتمعات المستهدفة من بناء شبكة القوى الناعمة هي المجتمعات العربية أولا ومنظومة الدول الإسلامية المجاورة لإيران (باكستان، أفغانستان، دول آسيا الوسطى التي كانت ضمن المنظومة السوفيتية البائدة) ويلاحَظ أن تركيا، وهي دولة إسلامية مجاورة، ليست ضمن النطاق الفعال للقوة الناعمة الإيرانية – على الأقل الآن – لأسباب كثيرة تحتاج إلى اهتمام خاص. والحقيقة علينا الاعتراف أن المخابرات الإيرانية لديها موارد بشرية كبيرة من المختصين بشؤون الثقافة العربية وشجونها، والملحقيات الثقافية في السفارات الإيرانية وهي أوكار مخابراتية تقوم بتأمين ما يتطلبه الأمر، وقد وضعت الخطط لاختراق منظومة الوعي العربية بصورة متدرجة ومنظمة وعميقة، مستغلة التصدعات الكبيرة التي تحيط بهذه المنظومة، من خلال العلاقة المهتزة بين الشعوب ونخبها الثقافية والسياسية، واستفادت من أخطائها في العراق وسوريا، واستثمرت في المثقفين الطائفيين أولا وفي اليسار العربي المهزوم أساسا والمتشبث بمفاهيم “ثورية” بائدة، ترتكز على كره أمريكا وإسرائيل كرها مَرَضيا والرضا بالشيطان بديلا عنهما، وقضية فلسطين القضية المركزية في العقل العربي. ولو اقتصر الأمر على الحملات الشعاراتية ودعم أغاني مارسيل خليفة وأشباهه، وتلطيهم خلف قامات وطنية وأدبية كبيرة مثل الراحل محمود درويش، لهان الأمر، لكنه تجاوز ذلك بكثير. ولكي تصل الخطة لأهدافها لا بد من إدارتها من الخلف، أي، جعل الواجهات عربية من شعراء وروائيين ومفكرين وأساتذة جامعات وفنانين. ويكفي أن نضرب نماذج لذلك لتعرف مآلات هذه الخطط وجهنميتها. فمن الشائع استقطاب فئة من الطامحين المؤهلين للعب دور “مرتزق ثقافي” من إحدى البلدان الموالية لهم، لم يكن لها – أي الفئة – مساهمة ثقافية تذكر سوى بعض العبارات والنصوص الركيكة التي تنشرها على وسائل التواصل الاجتماعي، أو إنتاج عادي يدخل في الترقيات الوظيفية، استطاعت عبر شبكة من العلاقات العامة المصنوعة أن تصبح وجها ثقافيا معروفا. وسيحضر وزير ثقافة وعدد من المثقفين توقيع ما سمته نصوصا شعرية حضر فيها كل شيء إلا الشعر، وبعدها منحت شهادات الدكتوراه الفخرية من جامعات وهيئات، لم أسمع لا أنا ولا غيري – كما أظن – بها ولا نعرف مقراتها ولا مبانيها ولا لأي جهة تنتمي ولا تمويلها، وترسيخا لمكانتها تعين رئيسا لرابطة تدعى رابطة الأشراف مثلا، وعضوا في مؤسسات لا تحصى، وبعد ذلك يأتي من يترجم هذه النصوص الهزيلة للغات عدة، وتعقد الجلسات النقدية حولها، وحتى في بلدان المغرب العربي تطبق الوصفة عينها؛ فقد تجد من تكتب كلاما تظنه شعرا أو قصة، امتدت لها يد صناعة المثقف السِّرية، فإذ بها تلقي قصائدها على مسرح الأوبرا وفي مناسبة “وطنية”. وأشدد على المناسبة لدلالاتها الكثيرة، ومن ضمن الخطوات المتدرجة وضع هؤلاء المُصنَّعين على قائمة الضيوف في أي مهرجان أو مناسبة ثقافية (عراقية، أو سورية، أو لبنانية، ولاحقا إيرانية) ومن الذكاء والحصافة ألا يُطْلبَ مباشرةً من هؤلاء أي شيء مقابل ذلك، بل تصرف لهم الدولارات كنفقات إقامة ومصروف جيب لا أكثر، وهي تعادل أضعاف رواتبهم في بلدانهم، ومع مرور الوقت يصبح حبل السُّرة الاقتصادي الإيراني متحكما بخطابهم ومواقفهم من دون أمر مكتوب من الراعي الرَّسمي مطلقا. وهذا مُشاهَد وبقوة في بلدان المغرب العربي (تونس، الجزائر، المغرب، ليبيا) وبخطة متدرجة، وأذكِّر بضابط المخابرات الإيراني أمير الموسوي الذي شغل منصب الملحق الثقافي الإيراني بالجزائر، وأشرف شخصيا على بناء شبكة العلاقات الثقافية هناك، وعندما لم يعد ممكنا التستر عليه طُرِد من البلاد، ولكن قال الجزائريون حينها: “طُرِد موسوي، وبقيت شبكته.”
بعض وسائل بناء شبكة القوى الناعمة
استفادت المخابرات الإيرانية من التجربة الأمريكية، وأضافت عليها ما استغلته من تناقضات دينية ومذهبية، أشعلت شرارتها من جديد، مستثمرة في الحقد والكره التاريخين، وتلاعبت بالأقليات لبناء مظلوميات كربلائية جديدة، وسأذكر بعض الوسائل، على سبيل المثال لا الحصر:
- الخارطة الاستعمارية للدول ونقاط الارتكاز: رسمت المخابرات الإيرانية خارطة لكل دولة مُستهدَفة مُعينةً عليها نقاط الارتكاز الاستعمارية، وأعطتها أسماء “مقامات” لصحابة أو شخصيات لها رمزية مذهبية، ويظن الغربيون ومن هو غير مهتم بتاريخ المنطقة وجغرافيتها أن هذه “القبور” الخالية من أهلها لقديسين أو أولياء. والحقيقة غير ذلك تماما، فهي نقاط ارتكاز فكرية أولا واستعمارية تاليا بنكهة دينية مذهبية، تقوم على ادعاءات مضحكة أحيانا، كأن يرى فلان فيما يرى النائم ذلك الولي، ويسلم عليه؛ لذا عليه أن يصنع له قُبَّة ومزارًا، ثم يعين القيِّم على المزار، وتشكل لجنة لصرف الأموال عليه وسدنته، وتعيين الحرس لحمايته… وهكذا تدريجيا تصنع من الحبَّة قُبَّة حرفيًا، والأرض السورية أصبحت مغطاة بالكامل بتلك النقاط، حتى عين الماء التي يعرفها كلُّ أهل الحسكة صارت “عين علي” وتحولت لمياه مباركة تشفي من البرص والجُذام، وتردُّ الشَّيخ إلى صباه، تحرسها ميلشيا مسلحة يقوم عليها سوريون اجتذبتهم الأموال والدعاية، للأسف!
- المؤسسات الثقافية الوهمية: طفت على السطح أسماء كثيرة من مثل: رابطة آل البيت، رابطة الأشراف، التجمع العالمي للمثقفين العرب، الاتحاد العالمي للصحفيين العرب، ديوان الشعر، ديوان النسب الشريف. والمضحك المبكي أنه يمكنك أن تنال النسب الشريف، ويستقر اسمك على أغصان شجرته المباركة، ولو كنت منتميا لقبائل الزولو، مجانا وبطلب فيسبوكي، لا غير! هذه مؤسسات لا يُعرَف لها مكاتب ولا مجالس إدارة، ولا طريقة انتخاب، ولا نظام داخلي، ومعظمها مسجَّل بوصفها جمعيات مجتمع مدني في دول اللجوء الأوروبي بأسماء أشخاص مرتبطين بمشاريع الحرس الثوري، وهذا سهل جدا وفقا لقوانين تلك البلدان وتكلفته لا تتعدى المئة يورو، ويمكن تسجيلها بعد ذلك في الأمم المتحدة عبر الإنترنت وبرسم سنوي لا يتعدى ثمن وجبة طعام. وستكون لاحقا بديلا عن المؤسسات الرسمية العربية – على هزالها – حتى لو كانت موالية لهم، لكنها تجتذب المئات بل الآلاف من القطط العمياء، أو الطامعين والطامحين، وتربطهم بثقافة الطائفة، وتستثمر في أحقادهم لتفتيت المجتمعات وتشظيتها أفقيا وعموديا، وتوزع عليهم بطاقات إلكترونية “كرتونات ملونة مختومة” مصممة سلفا، تشهد أنهم عباقرة ومبدعون لامعون؛ فتصاب مجتمعاتنا بالهشاشة، وتفقد مناعتها، فيسهل اختراقها وتبعيتها للمشروع الإمبراطوري الموهوم، مشروع إمبراطورية الجياع والجهلة.
- المؤتمرات المشبوهة والورش المُفبركة والمهرجانات الفنية: تقيم هذه المؤسسات الوهمية وبدعم مالي سخي من الجهات المغيبة خلف أسوار الدولة العميقة المؤتمرات والندوات، والمهرجانات الفنية، والمسابقات، والمعارض التشكيلية، إلخ، وهي غالبا ما تكون بريئة العناوين، براقة الفكرة مثل دعم المقاومة، القدس في قلوبنا، مرور مئة عام على الشاعر الفلاني، دعم الكتاب المبتدئين. وهذا يمر على الكثير من السُّذج للأسف، لكن الهدف العميق هو تكوين لوبي محلي لإيران، يشكل رديفا للميلشيا القادمة، وسندا فكريا لها، وتعقد هذه الفعاليات في عواصم عربية لا تثير أي شبهة، بل لا تُذكر فيها أي شعارات أو مقولات تشير إلى الراعي الحقيقي لها، ولا مصادر تمويل كل هذا البذخ! والدروع التذكارية وشهادات المشاركة كلها لا تجد فيها ما يشير إلى ذلك.
- مشاريع الترجمة وتبادل الأساتذة الجامعيين والجوائز: وهي من الأساليب المبكرة التي سعت إليها المخابرات الإيرانية، إذ استقطبت العديد من الأكاديميين العراقيين والسوريين وغيرهم لبناء علاقات عامة قوية معهم، وترجمت بعض أعمالهم إلى الفارسية، أو كُلِّفوا ترجمةَ أعمال فكرية وأدبية – وهو عمل ظاهره جيد – إلى العربية، وبعضهم مُنِح الجوائز الرفيعة من رئيس الجمهورية الإسلامية تقديرا لجهودهم، أو الجهات المتعددة من جامعات أو مراكز بحثية موزعة على أكثر من بلد، ووصل الاختراق الإيراني إلى حد تكليف أعضاء فعليين في اتحادات الكتاب أو الصحفيين الرَّسمية لإدارة بعض فروع تلك الاتحادات الموازية دون أن تحاسبهم دولهم على ازدواجية العمل في جهة مشبوهة تعمل على إزاحة منظماتهم الرَّسمية وتدميرها لاحقا.
الاستثمار في الإعلام الناطق بالعربية
مشروع دعم الصحف الموالية معروف في لبنان مثلا، وأحيانا توظيف الطرف المسيحي المتحالف مع حزب الله لإدارة هذا المشروع كونه صاحب خبرة عريقة، وينطبق هذا على القنوات التلفزيونية (الميادين، المستقلة، العالم، وعشرات القنوات العراقية). هذه القنوات تمارس التدليس والكذب والدعاية والتعبئة لصالح المشروع الإيراني، ونقل الطقوس المذهبية، مخفية الرؤية الحقيقية لهذا المشروع، ومتكتمة عن صورة العربي في الذهنية الرسمية الإيرانية التي تُحْقَن في عقول أجيالهم، وأذكر أن الدكتور نبيل العتوم، المتخصص في الشأن الإيراني وخريج جامعة طهران، قد أسهب في توصيف صورة العربي – لا فرق بين معارض وموالٍ – في المناهج التعليمية الإيرانية، تلك الصورة التي تجعل من العربي على رأس قائمة الأعداء. والمثير للسخرية أن هذه القائمة لا تضم الصهيوني ولا الأمريكي إليها، عكس ما يدعي بعض مرتزقتهم العرب الذين يوزعون الموت عليهما في شعارات باتت مكشوفة. (انظر: “صورة العربي في الكتب المدرسية الإيرانية”، مركز أمية للبحوث والدراسات الاستراتيجية، عمَّان: دار عمَّان للنشر والتوزيع، 2015).
شراء بعض الأقلام العربية والأجنبية
ولا بد من رفد هذه القطاعات بالأقلام المأجورة من الأوروبيين أو العرب الذين يحملون الجنسيات الأوربية والأمريكية، من أمثال عبد الباري عطوان، كوثر البشرواي، جورج غالاوي، روبرت فيسك، وغيرهم. فهؤلاء لهم صوت مسموع في الغرب، ويعرفون أسلوب مخاطبة العقل الغربي بشكل مؤثر عبر وسائل التواصل والمواقع الإلكترونية، فهي سوق مفتوحة لكل بضاعة مهما كانت هابطة إذا توافر لها مندوب مبيعات “شاطر.”
لقد حاولتُ في هذه المقالة الإشارة إلى بعض أساليب النظام الإيراني في اختراق مجتمعاتنا، وهدم بنائها الاجتماعي، فربما تناولها الباحثون المختصون بصورة منهجية وعلمية في دراسات جادة مستقصية تتناول جوانبها كافة ، أردتُ من خلالها إلقاء بعض الحصى في المياه الراكدة، ولا سيما أننا، أفرادا ومجتمعات، دفعنا أثمانا باهظة وأظن أننا قد بدأنا نحصد النتائج الكارثية لتلك الأساليب، بانتشار ثقافة الكراهية، والتعصب المذهبي، وخفوت الانتماء الوطني، وغياب ثقافة المواطنة، لصالح بروز بنى ما قبل الدولة، من مناطقية وجهوية وقبَلية عشائرية. هذا هو الطوفان الحقيقي، ولا بد من مواجهة كل هذا أنظمة وشعوبا، معارضة وموالاة، قبل فوات الأوان، ويجب أن نسمع صوت اتحاد الكتاب العرب، واتحاد الصحفيين العرب، والمؤسسات الثقافية الرسمية والمعارضة، فالقضية تطال الجميع.
__________________________
* كاتب سوري مقيم في السويد
** جوزيف س. ناي مساعد وزير الدفاع الأمريكي، ورئيس مجلس المخابرات الوطني في عهد بيل كلنتون، صدر كتابه 2004، وترجمه الدكتور محمد توفيق البجيرمي، دار العبيكان للنشر، الرياض، 2007.
جهودكم الطيبة موضع تقدير واحترام، ولكم التحية.