فنون وآداب

على هامش رحيل عصمت رشيد: مأساة الأغنية السورية

محمد زاهر حمودة – العربي القديم

كلما يظهر لنا خبر موت أحد الفنانين تتوارد الأسئلة التي تنكأ الجروح، كان آخرها خبر وفاة المطرب عصمت رشيد، الذي كان نجماً متصدراً في مرحلتي السبعينيات والثمانينات حتى أوائل التسعينات، وهو من قدم جورج وسوف كشابٍ صغيرٍ موهوب وقت ذاك إلى الوسط الغنائي، قبل أن يصبح جورج وسوف بعد ذلك سلطاناً للطرب!! في لقبٍ أطلقه هو على نفسه، متجاوزاً الأصول تجاه عتاولة الغناء السوري والعربي، منكراً فضلهم ومتعالياً عليهم.

عصمت رشيد أو “عصمت الحاج حسن رشيد” المولود في حي سوقساروجا الدمشقي في مثل هذا الشهر من عام 1948، والذي رحل عن عمر ناهز 76 عاماً، المطرب الذي غنى للمنتخب أغنيته الشهيرة “دقوا ع الخشب يا حبايب دقوا ع الخشب” وتصدر زمناً مع أغانية الخفيفة، سأذكر بعض الأحداث الفنية الغريبة التي لها علاقة به وبالأغنية السورية ومأساتها عموماً، والتي لا أجوبة لها حتى الساعة، سوى التفسير بأنه ثمة تدخل من طرف أعلى هو من كان يقف خلف الستارة ويحرك كما يحلو له.

جورج وسوف يستثمر وينكر

بعد خطيئة صدام بغزو الكويت وحرب الخليج الثانية، وفرض العقوبات عليه، ظهرت لنا موهبة عراقية لامعة تجيد الغناء وفوقه التلحين، تعاطف معها الكثيرون تعاطفاً غير عادي،  ففضلاً عن موهبته المستحقة، تعاطفوا مع وطن الفنان ولهجته، أي لأنه عراقي وكان العراق يعاني ويلات الحصار الدولي المفروض عليه… وهنا أقصد كاظم الساهر الذي بدأت تنتشر  له أغنيات جميلة من بينها  (عبرت الشط على مودك) و(سلمتك بيد الله)، ثم ما لبثت أن اشتهرت جدا حتى خرج من غناها مجدداً!! من؟! المغني السوري جورج وسوف!! يتذرع حتى هذه الأيام سلطان الطرب، بأن قيصر الغناء كاظم الساهر لم يكن وقتها مشهوراً، والحقيقة أن كاظم كان وقتها قد انطلق بنجوميته ومسيرة شهرته وتجاوز مرحلة النكران والتجاهل، ولولا ذلك لما اشتهرت تلك الأغنية. وثانياً، لم يكن جورج قد تفوق بشهرته بعد بل كان ما يزال وقتها أدنى من عصمت رشيد ومروان حسام الدين وفؤاد غازي على سبيل المثال لا الحصر. ثالثاً، هل ذلك مبرر مقبول لو أن الأمر جرى بالعكس مثلاً؟! المهم في المسألة أن وسوف بقي يحمّله الفضل والمنّة، وأن كان سبب شهرة كاظم في لبنان، على افتراض أن مفاتيح الذوق اللبناني كانت بيد جورج وسوف وقتها، وليس أن مفاتيح السياسة والسيادة اللبنانية والسيطرة على الإعلام كانت قد أضحت بيد الجيش السوري ومخابراته وحدهما.

بعدها ولج كاظم الساهر عالم القصيدة المغناة من الباب الكبير، أي من باب شاعر سورية الأول (نزار قباني) غناءً فصيحاً وتلحيناً بديعاً، بعد أن سبقه في غناء قصائده كبار المطربين كأم كلثوم وعبد الحليم وفيروز ونجاة الصغيرة ومعهم كبار ملحنيهم طبعاً، وصولاً إلى أوائل التسعينات كخالد الشيخ وماجدة الرومي وأصالة نصري، وهو المستوى الذي تعجز موهبة السلطان جورج على الوصول إليه.

مهرجان الأغنية السورية

نبقى في التسعينات، وقتها تم استحداث مهرجان للأغنية السورية، أقيمت دوراته في حلب وحاز تغطية إعلامية مركزة سببها إصرار وزير الإعلام محمد سلمان آنذاك على أن يكون النهوض بالأغنية السورية واحدة من منجزاته… وتلك واحدة من مآسي الأغنية السورية لا طوق نجاتها.  هرعت المواهب لإظهار نفسها من خلال أغنية خاصة مُلحَّنة ومُسجَّلة بأصوتتهم ستغنى لأول مرة في المهرجان، فظهرت في إحدى الدورات هويدا يوسف بأغنية (ماندم عليك)، لفتت الأنظار وأحبها الجمهور، وما إن بدأ الناس يرددون اسم هويدا، حتى انبرت المطربة اللبنانية نوال الزغبي وغنت ذات الأغنية وصورتها فيديو كليب أيضاً! تخيلوا أنفسكم مكان هويدا في ذلك الموقف، إذا كان النجاح في مهرجان الأغنية السورية وفي الإذاعة السورية وشاشتها لا يساوي جناح بعوضة في لبنان والذي تسيطر عليه سورية، فماذا سترجو الموهبة الغنائية السورية لنفسها بعد تلك الصدمة مهما بذلت من جهد؟!، لم يحاسب نوال الزغبي أحد من السوريين ومضى الأمر كأن شيئاً لم يحصل!

المكائد ضد نور مهنا

نأتي لصعود نجم نور مهنا، نور مهنا لعبها صح في البداية، عرّف عن نفسه أولاً بالغناء لسعاد محمد وملحم بركات، ثم عندما أراد أن يغني أغانيه الخاصة ذهب إلى مصر وسجلها هناك، كما فعلت قبله أصالة نصري وقبلها ميادة الحناوي وأيضاً جورج وسوف، إذ لا يمكن أن تأمن شر الكائدين في سورية ولبنان، عليك أن تأتي خصومك من فوق كي لا يستصغروك فيأكلوك، فليس الكل كصباح فخري الذي هو نفسه لم يكن ليتساهل ويتراخى في عطائه برغم شهرته، بل ظل يحرص على إظهار أعلى ما لديه من مزايا بغناء أصعب أنواع الغناء وأطوله، من التراث غالباً ومن أعماله الخاصة استثناءً، فهو لم يُخرج لنا مما لديه من كنوزٍ سوى تحفة واحدة من كلماته وتلحينه وهي (خمرة الحب)، وصباح فخري هو من هو، إذن فعليك الذهاب يا نور إلى مصر ولتتعاون مع من تشاء من أفضل الشعراء الغنائيين والملحنين والموزعين والاستيدوهات، حينما كان يُسأل صباح فخري “لماذا لا تقدم لنا المزيد من الأغاني الخاصة لك، مو حرام عليك؟!” كان يجيب.. “بأننا نحتاج لقانون لحماية الملكية الإبداعية كي لا تسرق أغانينا، وحين يصدر ذلك القانون عن رئيس الجمهورية فإن لدينا الكثير”!!..

أما نور مهنا فلم تدم له السلامة من المكائد طويلاً، فبعد بضع سنوات من انطلاقته وشهرته تعاقد مع قناة (LBC) اللبنانية لإذاعة أغانيه، فخذلته القناة وأخلت بالإتفاق، بضغطٍ ممن؟!، الله أعلم، لكنه خرج وقتها في مقابلة شهيرة فضح الأمر وأعلن فسخ عقده مع القناة..

من بقي مُصّراً على عدم الذهاب إلى مصر وإنتاج أغانيه الخاصة الحديثة مع المحافظة على الأصالة السورية هما إثنان، شادي جميل وإلياس كرم، شادي جميل وبعد نجاح (إنسى غرامك)، بدأت شهرته تعاني، لم يعد سوقه ينمو بدون شرط الفيديو كليب وما يجري إقحامه من لقطات تجارية بالفيديو كليب، بدون تلك الأشياء الأخرى التي لا يتقنها ولم يكن يتصور من يملك خامته ومهارته أنه بحاجتها، بعد ذلك الألبوم الناجح أصدر ألبوم (تحرم علي النسا) الذي حوى قصيدة مغناة (لملمي ورد هواكي)، ولكن.. لم ينجح الألبوم، بل لم يسمع به الكثير إذ لم تروجه الإذاعة السورية ولم تحتفِ به بشيء، قدر احتفائها وانشغالها المتزايد بالمطربين اللبنانيين والتسويق لهم! ثم تلاه ما أعتبره شخصياً أفضل ألبوماته (هذا اختيارك)، وأيضاً لأنه لم يصور فيديو كليب، فلم يروج له أحد في سورية لا تلفزيون ولا إذاعة!!، في ذات السنة أو بعدها لا أذكر، استحدثت إذاعة صوت الشباب على موجات FM، التي حملت معها آمال عريضة بإنقاذ الأغنية السورية والمطربين السوريين من الإبتزاز، لكن ما لبثت أن هدمت كل أركان الأغنية السورية من قواعدها بترويجها لموجة علي الديك، وتكرار بث أغنية (جاية تسنبل وراكي) بشكل هستيري متتالي بدون أي تحفظ…

شادي جميل والدعم الطائفي الماروني

نعود لإلياس كرم، إلياس كرم المطرب والملحن الرائع، وبعد نجاح أغاني ألبومه الذي حوى (كلن عنك سألوني، السر بعينيكي، تيهي صباً)، والتي كان قد صورها فيديو كليب مع فتاة فاتنة وفعل ما يلزم، توقع الجميع أن يُحلّق ويتحفنا بالمزيد، لكن حصل العكس، ما أفصحه للإعلام علناً أنه كان يتعرض لابتزاز من الشركات اللبنانية، وأنه سيكمل بمفرده بدون شركات، فاستمر أكثر كملحن، وتضائل عطاءه الغنائي شيئاً فشيئاً!!..

بالعودة لشادي جميل كان آخر ما أبدعه لنا أغنيته الرائعة (ليش أنا)، نجحت لأن جمال الصوت والكلمات والألحان لا يحتاجون لفيديو وراقصات، وتوقف بعد ذلك العطاء، ليخرج لنا وبعد بضع سنوات المغني اللبناني (زين العمر) ليغني أغنية (عايل ماني عايل) وينسبها لنفسه وليس لصاحبها الذي لم يمت بعد كي يتناساه بهذه البساطة!!، ألأنه سوري؟!، وصل الدرك إلى هذا المستوى، فزاد الرضوخ والتنازل، حتى صار شادي جميل يذكّر في كل مناسبة، أنا اسمي جورج جميل جبران، وشادي اسم فني فقط وأنه ماروني، وليظهر علناً يرتل في الكنائس في المناسبات الدينية، وليتمسح بالتحالف الماروني الشيعي العلوي بين ميشيل عون والمردة وحزب الله والأسد بعد مقتل رفيق الحريري، عسى أن يحافظ لنفسه على مكانٍ ما مهما كان صغيراً وضيّقاً ودونيّاً في بعض إذاعات لبنان الطائفية بعدما جار عليه الزمان وأكمل هو على نفسه وتلاشى عبق وجوه الناس والأماكن عن حلب وسورية كلها فضلاً عمّن سيغني لها..

نمر على حالة الفنانة الراحلة ميادة بسيليس، وهي الموهبة المميزة منذ طفولتها، والتي بجهود زوجها المؤلف الموسيقي سمير كويفاتي والعلاقة الوثيقة مع أيمن زيدان الذي كان يدير شركة إنتاج بأموال وسطوة ابن عبد الحليم خدام (باسم خدام) وكان سمير كويفاتي خياره المفضل لتأليف للموسيقى التصويرية وميادة لغناء شارات مسلسلاته، فحصدت مع زوجها شهرة جيدة وبالذات بعد غنائها أغنية (كذبك حلو) شارة مسلسل (هوى بحري)، والتي صورها لها أيمن زيدان في لوكيشن المسلسل بالشاريو وكانت أولى تجاربه الإخراجية ونال عليها جائزة أفضل فيديو كليب من مهرجان القاهرة، اشتهرت هي وزوجها وهما يستحقان، لكن بعدها عندما قدمت ألبوم (عادي) خارج نطاق المسلسلات، لم ينجح! ذات الإشكالية، أغانٍ جميلة وفشلٌ للمغني السوري في اقتحام سوق الشهرة الأوسع!، لماذا؟!!..

وأيضاً، عاد نهاد نجار المطرب والملحن من اليونان بعد أن غنى هناك باليونانية، غنى ألبومه الأول (حلبيات) بحال المشتاق العائد لمدينته فاشتهر، ولحّن ألحاناً جميلة له وللآخرين، ثم حين قدم ألبومه الثاني غناءً وتلحيناً بشكل أنضج ومنوّع فنياً (ما عاتبك)، لم ينجح!، وأكمل بعد ذلك بالتلحين للآخرين فقط!!…

بعد الثورة انحازت معظم تلك الأسماء باستثناء أصالة ونور مهنا للنظام، غنوا كل ما طُلب منهم، انبطحوا لأوامر السلطة وللطائفية عسى أن يعود لهم شيء مما كان، لكنهم لم يستفيدوا شيئاً ولم تتغير المعادلة، بقي المطرب السوري في العموم من غير جبال الساحل ولأنه ليس لبناني وبالتالي ليس موالياً بمقدار أولئك لأحزاب محور الأقليات المقاوم، بقي في المؤخرة مُستصغراً منسياً، باستثناء السلطان جورج طبعاً..

هل هو لغز؟!

 هل ثمة نحس أم ماذا؟ ينجح الجميع في لبنان كيفما غنوا، وينجح كل شيءٍ في مصر، أكان غناء شعبي أو صاعد أو هابط أو شرقي أو غربي، السريع الراقص والبطيء الرومانسي، إلا في سورية، لا ترانا نتحدث سوى عن مشاهير قدامى بقوا في الداخل أو هاجروا، قد تم نسيانهم أو تناسيهم وهاهم يموتون بدون أن يعلم عنهم الجيل الجديد شيئاً، هذا الجيل الذي تم تغييب وعيه وتنويم ذاكرته وإفساد ذوقه فما عاد يحفظ من غناء وأسماء مطربي سورية شيئاً سوى أبو وديع وسارية السواس والأخوين ديك ومن على شاكلتهم.

قصة الأغنية السورية مأساوية، يتم تعريف التراث الغنائي كشاهد ثقافي لما يحتويه من شعر وألحان وإيقاعات وأصوات وأساليب غناء للتعريف بالهوية الحضارية لشعب معيّن، فهل كان كل ذلك الهدم عبثياً أم مقصوداً؟!، رحم الله كل مطربي سورية المعتبرين، ممن رحل وممن ينتظر..

الشيء بالشيء يذكر..

نحن الحلبيون كنا نتعاطى الطرب كما يتعاطى المدمنون الخمرة، لا زلت أذكر عندما كنت في بداية مراهقتي في المرحلة الإعدادية أعمل في العطلة الصيفية في ورشة موبيليا لأحد أقرابنا، كان فيها الشغيلة الكبار والأُجراء الشباب الأكبر مني طبعاً، عندما بثت موجات الراديو السورية أغنية (إنسى غرامك)، طبعاً لم تكن المرة الأولى، وفي العادة يتابع الجميع عملهم ويسمعون للأغاني المذاعة دونما مشكلة، إلا عندما حضرت هذه الأغنية، وكأن على رؤوس الجميع الطير، لسان حالهم أن أنصتوا جميعاً يا شباب فهذا مطربنا الحلبي شبيه صباح فخري يغني، وأنا في سري كنت الأسعد بينهم إذ هذا ما كنت أريده، لا مطرقة ولا صوت أي آلة ولا شيء سيعكر الإستماع، الكل ينصت للأغنية ويعاين بذوقه كل مقطع، وحين يصمت الحلبي طويلاً لسماع أي أغنية فهذا يعني أنها نالت الرضا، فهذا هو المستوى المميز والمطلوب، مطربنا لا ينبغي أن يكون كغيره، انتهت الأغنية، انتشينا جميعاً، عادت القرقعة بعد الرضا، ومن أراد أن يردد كلماتها بدأ بتكرارها، يا سلااام، هكذا كنا نتعاطى مع أغاني مطربينا..

هكذا كنا في التسعينات..

في سني مراهقتي في التسعينات، كنت أنا أكثر من أردد بين رفاقي أغاني نور مهنا، وأيضاً إلياس كرم، كنت منحازاً لإبن البلد، في المرحلة الثانوية كنت أخرج أنا وصديقي بعد الدوام لنجلس في حديقة الرازي ونجرب أن نغني (خمرة الحب) وموال (قل للمليحة) لصباح فخري، وبالطبع كنا نعجز للوصول إلى الطبقات العليا في صوته، ثم نجرب أن نغني لعبد الحليم حافظ ذو الصوت الناعم الدافئ أغنيته (فاتت جنبنا) فنوفّق، حتى أتقناها كلينا، أما جورج وسوف فكان معجبوه المراهقون على قسمين، الأول وربما كنت منهم من كان يهتم للأغنية ولحنها وكلماتها أكثر ويتغاضى عن خامة صوته ملتمساً له العذر، “هيك الله خلقلو صوتو”، فقد كان يجيد انتقاء الملحنين وعلى رأسهم الأخوين شرنوبي (صلاح وفاروق) وقبلهما (نور الملاح)، فضلاً عن الكلمات، والقسم الثاني هو من المراهقين الذين كان يعجبهم تقليد صوته الخشن لأنه يتماهى مع بحة صوت المراهق الخشنة بعد الإنتقال من مرحلة الصبا، فقد كانوا يستطيعون تكرار أغانيه وتقليده بسهولة لا يستطيعونها مع أصوات باقي المطربين، أما “العراقي” كاظم الساهر فلم يكن الإعجاب به محل خلاف، وفاءً وتجليّاً ربما لتلك العلاقة التاريخية بين حلب والموصل، فكيف لا يزداد الإعجاب به أكثر مع غنائه وتلحينة لقصائد شاعر المرأة والسياسة الأول “السوري الدمشقي” نزار قباني، في الوقت الذي كان شاعرنا الكبير المعارض في المنفى، والحصار على العراق من شقيقته سورية مفروضاً والسفر إلى العراق محظوراً “إلا بإذن خاص لعقد صفقات تجارية أو محادثات اقتصادية” بعد اتفاقية النفط مقابل الغذاء!!، قصائد نزار المُغنّاة الممدوحة قطعاً التي كنا جميعاً كشبان جدد نتعلم من كلماتها فنون الغزل باللغة الفصحى مع الفتيات ونفهم ماهية شجون تلك العلاقة إن حدثت، فنزداد عشقاً ونتعلم ما للحب وما عليه من مدرسة الحب، ولقد عرفنا عندما ذهبنا لمعسكر العاشر الصيفي مقدار شعبية أغاني كاظم الساهر لنزار قباني وتأثيرها عند المراهقات، هكذا كنا حتى أواخر التسعينيات، مات الأسد الأب، جاء الإبن، وخرج علينا علي الديك، في العسكرية، كان يفضل رفاقنا من أبناء جبال الساحل وفيق حبيب عليه، “هذا بيعرف يغني أحسن”، لكن بالعموم، كان السبب الأبرز لشهرة هؤلاء هو شهوة الدبك والرقص المستمر لمدد طويلة وتفريغ الشحنات لدى الشباب لا غير، لم نكن ندقق كثيراً في مقدار اتساع تلك الذائقة المشوهة بيننا، ربما لأننا لم نكن نتوقع ما ستصنع بنا تلك الموجة الثقافية الفئوية المنحازة وإلى أين ستوصل المشهد في عموم بلادنا وما ستفعله بأهل سورية كلهم، إيييههه… لكي الله يا سورية، أليس صبح سورية بقريب؟!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى