نوافذ الإثنين | الديانة الهندوسية... لماذا تُقدس البقرة!
تحرير وتنسيق: ميخائيل سعد
الديانة الهندوسية هي واحدة من أقدم الديانات في العالم، وتعود جذورها إلى أكثر من 4000 سنة. تُعتبر الهندوسية نظامًا متكاملًا يضم مجموعة متنوعة من المعتقدات والممارسات، ولا تقتصر على نصوص مقدسة واحدة، بل تشمل العديد من النصوص مثل الفيدا، والأوبنشاد، والرامايانا، والماهابهاراتا.
تتميز الهندوسية بتعدد الآلهة، حيث يعبد الهندوس مجموعة متنوعة من الآلهة والإلهات، مثل شيفا، وفيش، ودورغا. كما تركز على مفاهيم مثل الكارما (أثر الأفعال) والدورما (الواجب) والتناسخ.
تعتبر الهندوسية أيضًا فلسفة شاملة، حيث تتداخل فيها الروحانية مع الحياة اليومية، مما يجعلها نمط حياة يؤثر على جميع جوانب الحياة.
نشأة الديانة وأصولها التاريخية.
فيما يتعلق بنشأة وأصول الديانة الهندوسية تاريخيًا، هناك بعض النقاط الرئيسية:
-يُعتبر أصل الهندوسية غامضًا إلى حد ما، لكن يُعتقد أنها نشأت تدريجيًا في شبه القارة الهندية قبل حوالي 4000 عام.
-تعتبر الكتب المقدسة للهندوسية، مثل الفيدا والأوبانيشاد، من أقدم النصوص الدينية في العالم. وتشكل الأساس الفكري والروحي للهندوسية.
– تطورت المعتقدات الهندوسية عبر القرون من التركيز على الطقوس والتضحيات إلى التركيز على الروحانيات والتأمل.
– تتميز الهندوسية بتعدد الآلهة، مع وجود آلهة رئيسية مثل برهما وفيشنو وشيفا. كما يؤمن الهندوس بفكرة التجسد والنفس الأبدية.
– ارتبطت الهندوسية تاريخيًا بنظام طبقي صارم في المجتمع الهندي، مع وجود طبقات اجتماعية محددة.
– انتشرت الهندوسية بشكل رئيسي في شبه القارة الهندية، وتعتبر الديانة السائدة في الهند حتى اليوم.
إذن، تعتبر الهندوسية من أقدم الديانات في العالم، نشأت وتطورت على مر القرون في شبه القارة الهندية، وتتميز بتعدد الآلهة والنظام الطبقي والتركيز على الروحانيات.
الآلهة والأساطير الهندوسية الرئيسية.
الهندوسية هي ديانة قديمة تعود إلى آلاف السنين، وبالتالي ليس هناك مؤسس واحد محدد للهندوسية كما هو الحال في بعض الديانات الأخرى. إن الهندوسية تأثرت بتطورها على مر العصور وبتدفق الأفكار والتعاليم والتقاليد من جيل إلى جيل.
تتكون الهندوسية من مجموعة واسعة من الأفكار والتقاليد والمعتقدات، وتغطي مجموعة متنوعة من العقائد والممارسات. تعتبر النصوص القديمة المقدسة المعروفة باسم الفيدا والتي تعود للألفية الثانية قبل الميلاد والتي تحتوي على المانترا والهيمن الأساسي للديانة الهندوسية.
على مر العصور، تطورت الهندوسية بتأثير العديد من الشخصيات الروحية والفلاسفة والمعلمين. واحدة من الشخصيات المؤثرة في تشكيل الهندوسية هي الراشدين (الرب الرباني) التي تظهر في النصوص القديمة وتؤكد على وحدانية الروح الكونية. غيرها من الشخصيات المهمة تشمل راما وكريشنا وشيفا وديفي، والتي تعتبر أشكالًا مختلفة للإله الأعلى (برامان).
يجب التأكيد على أن الهندوسية ليست ديانة مرتبطة بشخصية مؤسسة واحدة، بل هي نتاج تطور طويل وتأثر بالعديد من الفلاسفة والمعلمين والتقاليد المحلية على مر العصور.
وهذه بعض الشخصيات التي أثرت في تطور الهندوسية:
١-آدي شانكارا (788-820 م): هو فيلسوف ومعلم هندي بارز، وهو مؤسس المدرسة الأدفايتا في الهندوسية. قدم شانكارا تفسيرات فلسفية وميتافيزيقية للفيدا وألح على الوحدانية المطلقة للروح الكونية (برامان) وعدم الثنائية بين الروح الفردية والروح الكونية.
٢-رامانوجا (1017-1137 م): كان فيلسوفًا ومعلمًا هنديًا ينتمي إلى المدرسة الفيشيستادفايتا في الهندوسية. قدم رامانوجا عقيدة التوجهين المزدوجين، والتي تؤكد على العلاقة المتبادلة بين الروح الفردية والروح الكونية، حيث يجب أن تكون الروح الفردية مخلصة ومتواضعة تجاه الروح الكونية.
٣-راماكريشنا (1863-1902 م): كان فيلسوفًا ومفكرًا هنديًا، قدم تعاليم حديثة وفلسفية للهندوسية. يشتهر راماكريشنا بالتأكيد على الوحدانية المطلقة للروح الكونية وأهمية التجربة الشخصية والتواصل المباشر مع الإله.
٤-آروبيندو غوش (1872-1950 م): كان فيلسوفًا وشاعرًا وسياسيًا هنديًا، وقدم نظرة متكاملة للهندوسية تركز على التطور الروحي والتحول الشخصي والتحرر من القيود العقلية والروحية.
٥-جيدو كريشنامورتي (1895-1986 م): كان فيلسوفًا هنديًا ومعلمًا روحيًا، وهو مؤسس الحركة الروحية العالمية، وهي حركة تجمع بين التعاليم الهندوسية والفلسفات الشرقية والغربية. ركز كريشنامورتي على تطوير الوعي وتحقيق السلام الداخلي.
هذه بعض الشخصيات المهمة التي أثرت في تطور الهندوسية، وهناك العديد من الفلاسفة والمعلمين الآخرين الذين قدموا إسهامات قيمة للتفكير الهندوسي على مر العصور.
بالإضافة إلى الشخصيات التي ذكرتها سابقًا، هناك العديد من الفلاسفة والمعلمين الآخرين الذين قدموا إسهامات قيمة للتفكير الهندوسي. هذه بعض الأمثلة:
ويفالدا تشاندرا (1888-1974 م)، سوامي فيفيكاناندا (1863-1902 م)، أنانداماي ماي (1887-1952 م)، جيدو آبت بوري (1898-1990 م)، ساي بابا (1838-1918 م.
أشهر الآلهة في الديانة الهندوسية
راما وكريشنا وشيفا وديفي. هم أشهر الآلهة في الديانة الهندوسية. وهذه بعض المعلومات المختصرة عن كل منهم:
راما: راما هو أحد الأبطال المركزيين في النص الهندوسي الكبير “رامايانا”. يعتبر رمزًا للأخلاق والعدل والتفاني. وهو ضابط مثالي وزوج مخلص لسيتا. يشتهر بأخلاقه الفاضلة وقدرته على التغلب على الشر والظلم.
كريشنا: كريشنا هو شخصية هندوسية مهمة تظهر في النص الهندوسي “المهابهاراتا” وكتاب “البهاجافاد جيتا”. يعتبر كريشنا أفاتار (تجسيد إلهي) للإله فيشنو. يعتبر كريشنا معلمًا روحيًا ومستشارًا حكيمًا، وهو مشهور بحكمته ومهاراته القتالية.
شيفا: شيفا هو إله الدمار والتجديد في الديانة الهندوسية. يُعتبر شيفا الأعلى في الثالوث الهندوسي الذي يتألف من براهما (إله الخلق) وفيشنو (إله الحفظ) وشيفا. يُصوَّر شيفا عادةً وهو يحمل الطاقة المدمرة ويرتدي الحلي والثعابين، ويُعتبر مصدرًا للقوة والتحول الروحي.
ديفي: تشير كلمة “ديفي” إلى الإلهات الأنثوية في الديانة الهندوسية. هناك العديد من الإلهات الأنثوية في الهندوسية، وتشمل بعضها كالي، لاكشمي، ساراسواتي، دورغا وبارفاتي. يحظى الديفيات بالعديد من الصفات والأدوار، مثل الجمال والحكمة والحنان والقوة.
يرمز هؤلاء الآلهة إلى جوانب مختلفة من الوجود والتجربة الروحية في الهندوسية، وتعتبر عبادتهم جزءًا هامًا من الممارسات الدينية والثقافية في الهندوسية.
العبادات الأخرى المهمة في التقاليد الهندوسية:
التقاليد الهندوسية تشتهر بوجود العديد من العبادات المهمة والمميزة ومنها:
بوجا (العبادة): يعتبر بوجا جزءًا أساسيًا من العبادة الهندوسية. يقوم المؤمنون بتقديم العبادة المخصصة للآلهة في المعابد أو في المنازل. يتضمن ذلك تقديم الأزهار والثمار والإضاءة والرائحة الطيبة والأغاني والصلوات.
ياجنا (القرابين الواجبة): ياجنا هو نوع من القرابين التي يتم تقديمها في النار المقدسة كتعبير عن التفاني والتضحية. تشمل القرابين الواجبة الطعام والعطور والمواد العضوية الأخرى.
فستيفالز (المهرجانات): تحتفل التقاليد الهندوسية بالعديد من المهرجانات المهمة التي تعكس التراث والثقافة الهندوسية. ومن أبرز هذه المهرجانات: ديوالي (عيد الأضواء)، هولي (عيد الألوان)، نافاراتري (عيد الأم)، ماها شيفاراتي (عيد الشكر) وغيرها.
جات (الحج): يعتبر الحج إلى الأماكن المقدسة مثل بادريناث (جبل كالاش) وراميشفارام (مدينة فاراناسي) وأيام (مدينة أيوديا) من أهم العبادات في التقاليد الهندوسية. يسافر المؤمنون إلى هذه الأماكن لأداء الطقوس والصلوات وغسل الخطايا.
سانكيرتان (الغناء الديني): يشتهر التقاليد الهندوسية بالغناء الديني والترتيل الروحي المعروف بـ “سانكيرتان”. يقوم المؤمنون بالتجمع والغناء بالهمزة والترتيل للأسماء الإلهية والتعبير عن المحبة والتفاني في الإله.
وهناك العديد من الأماكن المقدسة التي يمكن للمؤمنين زيارتها في التقاليد الهندوسية، منها:
بادريناث (جبل كالاش): يُعتبر جبل كالاش في ولاية أوتار براديش بالهند واحدًا من المواقع الأكثر قدسية في الهندوسية. يُعتقد أنه موطن اللورد شيفا، ويتوجه إليه الملايين من الحجاج سنويًا.
راميشفارام (فاراناسي): تعد مدينة فاراناسي أو بناراسي واحدة من أقدم المدن المقدسة في الهندوسية. يُعتبر نهر الغانج المار بجانبها مقدسًا، ويأتي المؤمنون إلى غاطسة في مياه النهر للتطهر ولأغراض طقوسية.
ريشيكيش: تقع في ولاية أوتاراخند في شمال الهند، وتُعتبر مدينة ريشيكيش وجهة رئيسية للتأمل والروحانية في التقاليد الهندوسية. يشتهر المكان بوجود المعابده والأشخاص الروحانيين والأعياد الدينية.
تيروباتي (معبد الشمس): يقع في ولاية أوريسا بشرق الهند، ويُعتبر معبد الشمس في تيروباتي واحدًا من أهم المعابده في الهندوسية المخصصة لعبادة الشمس.
أومكاريشوار (جبل أبو): يقع في ولاية راجاستان بشمال الهند، ويُعتبر جبل أبو موقعًا مقدسًا للهندوسية والجاينية. يحتوي الموقع على معابد ومقابر ومواقع دينية أخرى.
بوري كاشي بورام (معبد فيشنو): يقع في ولاية تاميل نادو بجنوب الهند، ويُعتبر معبد فيشنو في بوري كاشي بورام أحد أهم المعابده في الهندوسية المخصصة لعبادة اللورد فيشنو.
هذه مجرد بعض الأماكن المقدسة في التقاليد الهندوسية، وهناك العديد من الأماكن الأخرى في جميع أنحاء الهند وحتى خارجها التي يمكن للمؤمنين زيارتها لأغراض العبادة والتقرب إلى الآلهة.
نظرة عامة حول الفلسفة والتعاليم الروحية في الديانة الهندوسية:
الفلسفة الهندوسية:
الأساس الفلسفي للهندوسية هو الفكرة الأساسية للبراهمان (الذات الأزلية والكلية) والأتمان (الذات الفردية). هناك العديد من المدارس الفلسفية الهندوسية مثل الفيدانتا والسانكيا والنيايا والفيشيشتا أدفايتا.
المفاهيم الرئيسية تشمل الدارما (الواجب الأخلاقي)، كارما (القانون السببي)، سامسارا (دورة الولادة والموت)، موكشا (التحرر النهائي)
التعاليم الروحية: الهندوسية تؤمن بالأرواح والحياة بعد الموت، وفكرة التناسخ والتحرر النهائي من دورة الولادة والموت. الطرق الرئيسية للتحرر هي طريق العمل (كارما يوغا)، طريق المعرفة (جنانا يوغا)، طريق التفاني (بهاكتي يوغا). الممارسات الروحية تشمل التأمل، الصلاة، الطقوس، النذور والتبرعات. الأهداف الروحية هي تحقيق الوحدة مع البراهمان والتحرر من دورة الولادة والموت.
تقديس البقرة
أخيرا، خصصت فقرة عن تقديس البقر في الديانة الهندوسية، كي أساهم في تصحيح التصورات الخاصة المنتشرة في بلادنا عن هذا الموضوع، والذي تحول أحيانا إلى نكتة، وأحيانا أخرى إلى احتقار، فتعالوا نعرف لماذا يعبد أو يقدس الهندوس البقرة.
إن تقديس البقرة في الهندوسية له أسباب وتفسيرات عميقة في الفلسفة والتقاليد الدينية لهذا الدين. فالبقرة تُعتبر في الهندوسية رمزًا للحياة، والثروة، والخصب، والغذاء. وترتبط البقرة أيضًا بالطهارة والرفعة الروحية. وبشكل أكثر تفصيلًا، يرجع تقديس البقرة في الهندوسية إلى الأسباب التالية:
١-البقرة هي مصدر الحليب، وهو الغذاء الأساسي في الهند. لذلك فهي تُرمز للرزق والإنتاج الغذائي.
٢-البقرة مرتبطة بالإله كريشنا، وهو أحد أهم آلهة الهندوسية. كريشنا اشتهر بحبه للبقرات وحمايتهم.
٣-البقرة تُعتبر مقدسة لأنها تقدم الحليب والروث (الذي يستخدم كوقود وسماد) دون مقابل. لذلك فهي تُمثل التضحية والعطاء.
٤-البقرة تُرمز إلى الحياة والخصوبة والنماء. وهذه الصفات مرتبطة بالأمهات والآلهات الأنثوية في الهندوسية.
٥-قتل البقرة محرم في الهندوسية، فهي تُعتبر حيوان مقدس لا يجوز الاعتداء عليه.
إذن، تقديس البقرة في الهندوسية له جذور عميقة في الفلسفة والتقاليد الدينية لهذا الدين. وهو يرتبط بأبعاد روحية واجتماعية واقتصادية مهمة. وهناك بعض التفسيرات والأبعاد الأخرى لتقديس البقرة في الديانة الهندوسية منها: البعد الأنثوي والأمومي؛ البقرة ترمز إلى الأمومة والنماء والرعاية في الهندوسية، وهي صفات مرتبطة بالإلهة الأنثوية كالأم الكونية “دورجا” والإلهة “بهارات ماتا”.
٦- البقرة تُمثل العالم الطبيعي والنظام الكوني الذي يجب المحافظة عليه. قتلها أو الإساءة إليها يُعتبر خطيئة أخلاقية.
٧- تُستخدم منتجات البقرة كالحليب والروث في العلاجات الطبية والممارسات الطبية التقليدية في الهند.
٨- البقرة كانت وما زالت تُمثل ثروة اقتصادية للهنود، حيث تُوفر الحليب والروث والأسمدة.
٩- في التقاليد الهندوسية، تُعتبر البقرة أول معلم للطفل، وتربية الأبقار جزء من التعليم التقليدي.
إذن، تقديس البقرة في الهندوسية له أبعاد متعددة، بين الدينية والأخلاقية والاجتماعية والاقتصادية والطبية والتعليمية. وهذا ما جعله جزءًا أساسيًا من العقيدة والممارسات الهندوسية.
تفسيرات أخرى لتقديس البقرة في الديانات.
هناك بعض التفسيرات والأبعاد لتقديس البقرة في ديانات أخرى بخلاف الهندوسية:
في الديانة المصرية القديمة، كانت البقرة مرتبطة بالإلهة “حتحور” التي ترمز إلى الخصب والجمال والموسيقى. كما كانت البقرة مرتبطة بالملكة والسلطة.
في الديانة اليونانية القديمة، كانت البقرة مرتبطة بالإلهة “هيرا” ورمزًا للخصب والنماء. وكانت البقرة تُضحى بها في بعض الطقوس الدينية.
في اليهودية، البقرة الحمراء كانت تُستخدم في طقوس التطهير والتنقية. وتتمتع البقرة في اليهودية بقدسية معينة.
في بعض الديانات الأفريقية التقليدية، يُنظر للبقرة على أنها حيوان مقدس وله أهمية روحية وطقوسية.
إذن، فكرة تقديس البقرة ليست حكرًا على الهندوسية فقط، بل لها جذور في ديانات وثقافات أخرى قديمة. وهذا يعكس الأهمية الرمزية والاقتصادية للبقرة في الحضارات القديمة.
وهناك تفسيرات أخرى لتقديس البقرة في الديانات الشرقية الأخرى مثل البوذية أو الطاوية:
البقرة ترمز إلى الوفرة والخصب والرخاء في البوذية، وهي قربان شائع في الممارسات البوذية.
البقرة تُمثل الصبر والهدوء والتأمل، وهي صفات بوذية مهمة. وفي بعض المناطق البوذية، البقرة تُعتبر حيوان مقدس ويحرم قتلها.
في الطاوية البقرة ترمز إلى القوة الأنثوية والخصب، وتُعتبر رمزًا للطبيعة والنماء.
في بعض المناطق الصينية، كانت هناك ممارسات دينية حول البقرة كالاعتناء بها وتقديم القرابين لها.
البقرة تُمثل في الطاوية الطبيعة المتوازنة بين القوى الذكورية والأنثوية (ين وينج)
إذن، هناك تفسيرات وأبعاد متنوعة لتقديس البقرة ليس فقط في الهندوسية ولكن أيضًا في الديانات الشرقية الأخرى كالبوذية والطاوية، مرتبطة بالرمزية الدينية والطبيعية للبقرة.
في الفن والأدب الطاوي، البقرة تُصور كرمز للطبيعة المتوازنة بين الذكورة والأنوثة.
الخاتمة:
من الواضح أن الهندوسية ليست مجرد نظام ديني، بل هي طريقة حياة تتسم بالتنوع والتعقيد، مما يعكس غنى التراث الثقافي الهندي. إن فهم هذه الديانة يسهم في تعزيز التسامح والاحترام بين الثقافات المختلفة.
في المستقبل، قد يكون من المفيد دراسة تأثير العولمة على الممارسات الهندوسية، وكيف يمكن أن تتكيف مع التغيرات العالمية. إن تسليط الضوء على هذه الديناميكيات سيساعد في تعزيز الحوار بين الأديان والثقافات.
مونتريال ٢٥/١١/٢٠٢٤
————————————————
ملاحظة: هذا المقال جزء من دراسة طويلة بعنوان: مدخل إلى تاريخ الأديان الآسيوية، حررتها لقسم التاريخ في جامعة ماردين.
المصادر والمراجع:
السواح، فراس. موسوعة تاريخ الأديان في أربع مجلدات، دمشق: دار التكوين للطباعة والنشر، الطبعة الخامسة، ٢٠١٠
م. كولر، جون. الفلسفات الآسيوية، المنظمة العربية للترجمة، بيروت: توزيع مركز دراسات الوحدة العربية، الطبعة ٢٠١٣.
كدرو، نرجس. أديان ومعتقدات المغول الإيلخانيين، أنقرة: سونغان، الطبعة ١، ٢٠٢٣.
سعيفان، كامل. موسوعة الأديان القديمة، معتقدات آسيوية (العراق-فارس-الهند- الصين- اليابان).، مدينة نصر،٢٠١٢
العبداني، عبد الله، الشامانية فلسفة للحياة سيات، ٢٠١٠
سميث، هوستن. أديان العالم، حلب: دار الجسور للثقافة، الطبعة ٣، ٢٠٠٤.