التاريخ السوري

في ذكرى مجزرة حماة (العربي القديم) تحاور المهندس مجد العلواني: لامثيل لها في التاريخ ومحمد سلمان جافى الحقيقة

هناك جرائمٌ حدثت في حماة تكاد تكون من الخيال ويجب توثيقها من أصحابها لما تحمله من فظائع وانتهاك

العربي القديم | حاوره: محمد منصور

في مثل هذا اليوم منذ 43 عاماً بدأت أحداث مجزرة حماة الكبرى عام 1982 لتترك جرحاً غائراً لا يمكن أن يندمل في التاريخ السوري المعاصر. فظائع يندى لها جبين البشرية ولفرط قسوتها وهمجيتها لا يمكن أن تصدق لولا أن الشعب السوري والعالم أجمع شاهد ما يشبهها على يد من المجرمين أنفسهم.

واليوم يشرق أول ذكرى للمجزرة دون حكم الأسد… ويتنفس أهالي حماة التي لم يزل جرحها ينزف بصمت منذ ثلاثة وأربعين  عاماً، يتنفسون الصعداء. وبهذه المناسبة يسر العربي القديم، أن تحاور أحد أبناء حماة، ممن يملكون ذاكرة مرعبة عن المجزرة التي عاصرها حين كان ضابطا في الجيش، مثلما عاصر ما قبلها من أحداث، إنه المهندس مجد العلواني ابن إحدى الأسر العريقة في حماة، الذي يبوح بمعلومات بعضها يروى لأول مرة.

التراث العمراني العريق المسجل على لائحة التراث العالمي وقد دمره المجرمون البرابرة بوحشية عام 1982

س: قبيل أيام من حلول الذكرى 43 لمجزرة حماة الكبرى عام 1982 صدر قرار في دمشق بحل حزب البعث والجيش والأجهزة الأمنية التي ارتكبت المجزرة، ماذا تقول في أول ذكرى للمجزرة دون هؤلاء… ودون حكم الأسد؟

-اللهم لك الحمد ولك الشكر ولك المنة على ما أنعمت به علينا من نصرٍ وفتحٍ مبين. زمن الظلم والقهر زمن البغي والطغيان ولى وانتهى إلى غير رجعة وتنفست حماة وسورية كلها بأنفاس الحرية التي منحها الله لعباده كافةً وسلبها حزب البعث من شعبنا العربي السوري الأبي ليحكم العباد والبلاد بواسطة جلاديه وزبانيته الذين سلطهم على رقاب هذا الشعب ليكبتوا أنفاسه ويحرموه من أبسط حقوقه ويجعلوا من هذا البلد العظيم سورية بؤرةً للقتلة والمجرمين الفاسدين.

إن ما تحقق من خلال هذا النصر العظيم والفتح المبين يكاد أن يكون حلماً تحقق على يد هؤلاء الأبطال الشجعان الميامين الذين ضحوا بأرواحهم ورووا بدمائهم شجرة الحرية التي أثمرت فكانت الفرحة عظيمة.

إن تاريخ هذا النظام المجرم البائد منذ أن اعتلى السلطة في سورية بتاريخ الثامن من اذار 1963 لم يأتِ إلا بالويلات على هذا البلد، فهؤلاء القتلة المجرمون لم يكن لهم أي دور في انقلاب الثامن من اذار 1963 بل إن من قام به هو اللواء زياد الحريري ابن مدينة حماة مع مجموعة من الضباط الناصريين الذين كان هدفهم إعادة الوحدة مع مصر رداً على الانفصال، بينما كان الضباط البعثيون أمثال حافظ الأسد وصلاح جديد وغيرهم كثيرون في سجون الانفصال.

س: ما هي المقدمات التي سبقت وقوع مجزرة حماة 1982 أو مهدت لها برأيك؟

-لقد تسارعت الأحداث في سوريا عامة وفي حماة خاصة بعد انقلاب الثامن من آذار وما تلاه من ممارسات النظام القمعية التي توحي بأن النظام لم يأت ليحكم البلاد، إنما أتى للتشفي بالعباد والبلاد، فبدأ بالتعدي على خصوصية المجتمع وعقيدته وتقاليده، وأخذت الأمور تسوء شيئا فشيئا من خلال الفرز الطائفي في جميع مناحي الحياة السياسية والاجتماعية وتسريح كبار الضباط من الطائفة السنية، الأمر الذي أدى إلى رفض هذه الممارسات وكان الحزب في حماة بقيادة أمين الفرع يوسف الأسعد (علوي من حورات عموريين) يحاول المس بكرامات الناس وقهرهم وكأنه يحمل في جعبته أجندة لا يعلم مضامينها إلا الله.

بدأت الاحداث تتفاقم فقامت قوات الامن باعتقال عدد من أهالي حماة وتصفيتهم داخل المعتقلات، وقد ارتكبت قوات الأمن جريمة قتل بحق الشاب (غزوان بن وجيه العلواني) كان ذلك في كانون الأول من عام 1975 وعلى إثر ذلك تم اغتيال رئيس فرع أمن الدولة في حماة الرائد محمد غرة، ثم تفاقمت الأحداث وتم اعتقال مجموعة من الشاب المنتسبين لجماعة الإخوان المسلمين وأحيلوا إلى محكمة أمن الدولة برئاسة فايز النوري وحوكموا محاكمة غير عادلة. كان ذلك في عام 1979 حيث تم تشديد عقوبتهم إلى أحكام الإعدام.

س: هل خرجت حماة بالفعل عن سيطرة الدولة قبل المجرزة؟ وما هو حجم حضور أجهزة النظام فيها؟

-على إثر ذلك أصبح الوضع في مدينة حماة آيلاً للانفجار، فأرسل الرئيس حافظ الأسد العميد وليد حمدون إلى حماة لمحاولة إيجاد نوع من التفاهمات وامتصاص النقمة والغضب بين الحزب والدولة من جهة، وبين الشعب من جهة أخرى، وقد دعي للمركز الثقافي مجموعة من وجهاء مدينة حماة على رأسهم الدكتور عمر الشيشكلي و الأستاذ خضر الشيشكلي ورجل حماة أحمد قصاب باشي والدكتور عبدالقادر قنطقجي وكان اللقاء ودياً؛ حيث شرح العميد وليد المهمة التي كلفه الرئيس بها لإيجاد أرضية مشتركة والمصالحة مع أهالي مدينة حماه. وقد تحدث هؤلاء عن معاناة أهالي حماة وممارسات السلطة القمعية وانتهى اللقاء وغادر الوسيط العميد وليد حمدون الى دمشق بعد أن طمأن أهالي حماة بأنه سوف يوصل معاناتهم الى الرئيس ليبادر باتخاذ ما يلزم لتخفيف هذه المعاناة، إلا أنه وبعد فترة قصيرة من لقائهم بوليد حمدون فوجئ أهالي مدينة حماة بقرار منع التجول ونزول الجيش إلى الشارع، واقتحامهم للمدينة، والاعتقالات التي طالت كل من حضر وتحدث في المركز الثقافي أثناء التقائهم بوليد حمدون، وتم قتلهم جميعا بأبشع الطرق. الدكتور عمر الشيشكلي اقتلعت عيناه وهو حي كونه طبيب عيون ونقيب أطباء العيون السوريين، أما الدكتور عبدالقادر قنطقجي فقد بقرت بطنه وقطع جسده لأشلاء كونه كان دكتور جراحة، وكذلك الأستاذ خضر الشيشكلي قتل ومثل بجثته… أما أحمد قصاب باشي فقد ربطت يداه إلى الخلف وقطع ذكره وذبح ذبح الخراف كونه كان رئيس نقابة القصابين، علماً أنه وفي أول زيارة لحافظ الأسد إلى حماة ذبح له 50 خاروفاً.

س: ما هي أولى الإجراءات العسكرية التي اتخذها النظام قبيل البدء بالمجزرة؟

– بعد ذلك ارتكب النظام المجرم الجريمة الأكثر وحشية وكانت بتاريخ الأول من نيسان 1981 راح ضحيتها أكثر من ثلاثمئة شخص منهم الأطباء والمحامين والمهندسين وقد شاهدت في حينها جثثاً في المستشفى الوطني بدون رؤوس، وآخرين مقطعة أوصالهم، وقد استشهد في هذه المجزرة أخي طريف ابن محمد نصر العلواني مدّرس التربية الرياضية وبطل سوريا في سباق 800 م جري، والدكتور أحمد يوسف زلف و برهان الوتار وخمسة من آل الشامي وثلاثة من آل رزوق الحمصي، وحيدر شيشكلي لاعب منتخب سوريا بكره السلة، والمحامي حاتم جحا، وغيرهم كثيرون… وعلى إثر هذه المجزرة بدأت الأمور تأخذ منحى الصدام المسلح بين أهالي حماة وهذا النظام الذي بدأ يتغول في القتل والتنكيل، وبدأت الناس تشعر أنه لا مفر من المواجهة، حيث بدأ النظام يرتكب جرائم قتل بحق أهالي حماة دون مبرر، فما كان من شباب حماة إلا البدء في محاولة التصدي والدفاع عن أهالي المدينة وأمنها وسلامتها، رافضة أن تكون ضحايا عند رفعت الأسد، وعلى إثر ذلك قام المجرم رفعت الأسد بإنزال مجموعة من قواته إلى حماة وعمل دوريات راجلة على شكل مجموعات وزعها على المدينة، تقوم بأعمال استفزازية كضرب المواطنين وإهانتهم وشتمهم وكان الأمر أضحى ساحة حرب غير معلنة.  

كان المستهدف في إجرام حافظ ورفعت الأسد المدينة وأهلها وبيوتها وأحياؤها وليس المسلحين فقط (العربي القديم)

س: ما هي الوقائع الأساسية أو خطة الهجوم والعقاب التي اتبعها النظام خلال  المجزرة؟

-في صبيحة الثاني من شباط الساعة 12 ليلاً عام 1982 كانت هناك دوريات تحاصر بعض البيوت التي كان بها مجموعات من شباب مدينة حماة في منطقة البارودية فحدثت مواجهة مسلحة وخرج الى شوارع حماة كل من كان لديه سلاح ودارت المعارك بين الطرفين استطاع من خلالها شباب المدينة السيطرة على عدد من أحياء المدينة، وبدأت المناشدات في المساجد، وقد كان القتال على أشده في المنطقة الشرقية من المدينة (حي الحميدية)، عندها بادر الجيش بالقصف المدفعي واستخدام الطيران المروحي تمهيداً لدخول دوريات من سرايا الدفاع التي دخلت البيوت وبدأت تطهيراً عرقياً لم يستثن أحداً، لا طفلاً يرضع ولا شيخاً يركع ولا امرأةً… وهناك جرائمٌ حدثت في حماة تكاد تكون من الخيال ويجب توثيقها من أصحابها لما تحمله من فظائع وانتهاك أعراض. لم يترك النظام أسلوباً إجرامياً الا ومارسه، من حرق الناس وهم أحياء إلى القتل بالسلاح الأبيض، إلى إطلاق النار بشكل عشوائي، وقد حدثتنا الأخت رباب شققي والتي كانت مختبئة و (27) من سكان العمارة في قبو إحدى العمارات بشارع أبي الفداء خوفاً من القصف المدفعي والطيران وكانوا جميعهم من النساء والأطفال فدخل عليهم اثنان من سرايا الدفاع وهم يمضغون العلكة، وبدأوا بإطلاق النار عليهم دون شفقة أو رحمة وهم يصرخون، وخرج من هذه المجزرة ثلاثة فقط: رباب شققي وزوجة الشهيد مصطفى طيفور وهي من آل الوكيل وكانت مصابة في فكها، وابنها الرضيع وكان مصاب في فخذه.

س: كم يوم دامت المجزرة وما هي الأحياء التي تم تدميرها؟  كم تقدر عدد ضحايا المجزرة؟

-استمر القتال حتى تاريخ  27 شباط 1982 وقد داهم الجيش في يوم الاثنين 22 شباط 1982 منزل الشيخ عبدالعزيز مراد واعتقلت كل من الشيخ احمد عبدالعزيز مراد والشيخ عبدالودود عبدالعزيز مراد وولداه صفوان ومنير عبد الودود مراد والشيخ ناجي عبدالعزيز مراد والشيخ عبدالمنعم عبدالعزيز مراد والشيخ أحمد كلال عبدالعزيز مراد والشيخ عبدالفتاح حسن مراد، ثم جاءت قوات أخرى من الجيش والأمن واقتادت مفتي حماة الشيخ محمد بشير مراد مع ابنه أحمد ماهر الذي لم يتجاوز الخامسة عشر من عمره إلى مطار حماة العسكري، وهناك طلبوا من أن يرسل برقية تأييد للرئيس واستنكار لما يحصل في مدينة حماه، فأصر على رفضه ذلك فقاموا بتصفيته وكل من اعتقل من آل مراد، وكان من ضمن العلماء الشهداء، كما استشهد كل من العالمان الشيخ العلامة أديب الكيلاني ونقيب أشراف حماة الشيخ عبدالجليل الكيلاني والشيخ الفاضل عبدالله الحلاق الذي أحرقت جثته في سوق الطويل مع مجموعة من شباب المنطقة.

 هكذا تعامل النظام الاجرامي مع علماء الدين وقد اعتقلت عصابات الأسد الذين أتوا من القرى العلوية الكثير من أهالي حماة وأخذوهم ليعدموهم في قراهم، بينما اعتقل القسم الاخر في الثانوية الصناعية، وكان يأتي كل من له ثأر عند أهالي حماة فينادي في المعتقل منَ منِ آل العلواني؟ يخرجهم كمجموعات يخرجهم ويقتلهم ميدانياً، من منِ آل الكيلاني؟ يخرجهم ويقتلهم ميدانياً ومن من آل الشققي والبارودي…. وهكذا ويتم تصفيتهم ميدانيا. وقد تم تدمير أحياء البارودية والزنبقي والشمالية والعصيدة وبين الحيرين وجزء من حي السخانة وبستان السعادة و الكيلانية التي تعتبر تحفة معمارية من التراث العالمي وأُنشئ مكانها فندق أفاميا الشام، كما أحدث القتال تدميراً هائلاً في أبنية شارع الثامن من آذار ومحيطها هذا ومن الجدير بالذكر انه لم يعرف حتى الان عدد ضحايا احداث حماة التي لايزال بعضها تحت ركام الاحياء المذكورة، ولكن وللتاريخ أقول أنه في يوم الجمعة الأخيرة من شهر شباط من عام 1982 دخلت دوريات الى جميع بيوت حماة واعتقلت ما يقارب 8000 ثمانية الاف شاب ارتكبوا بحقهم أكبر مجزرة ولم يعد أحد منهم الى بيته ويعتقد انهم اعدموا في اللواء 47 على طريق حمص ولا تزال أماكن جثثهم غير معروفة.

س: ما هي الإجراءات التي استهدفت المدنية بعد انتهاء المجزرة؟

-رافقت أحداث حماة هجمة إعلامية شرسة تصور مدينة حماة وأهلها مدينة رجعية وأنها لا تستحق الحياة. ووصل بالنظام البائد أن أوعز لأتباعه ومن لف لفهم بالقطيعة مع الحمويين أينما وجدوا وكيفما حلّوا، وقد وصل الأمر أن أبناء مدينة حماة ممن كانوا طلاباً في الجامعات لم يجدوا من يؤجرهم بيتاً في دمشق أو حلب ليتابعوا دراستهم خوفاً من الأمن، وبقي النظام مستهدفاً حماة إلى أن مات باسل الأسد، حيث بدأت بعض الأمور تتغير ليس في حماة فقط بل في جميع أنحاء سوريا، وكأن حافظ الأسد عرف أن الله حق، وأن ماحل به بموت باسل كان نتيجة حتميةً لما اقترفته يداه من ظلم وقهر في مدينة حماة.

س: كيف ترد على مزاعم وزير الإعلام السابق محمد سلمان الذي قال مع تلفزيون العربي القطري قبل أيام بأن حافظ الأسد حاول تجنب أحداث حماة وأن يتخذ الكثير من التدابير للحيلولة دونها، وأنه أغدق المال على حماة بعد المجزرة وأعاد بناء المدينة؟!

-تعقيباً على ما قاله السيد/محمد سلمان وزير الاعلام الأسبق في مقابلة مع التلفزيون العربي القطري بأن حافظ الأسد حاول تجنب أحداث حماة، فهو يجافي الحقيقة تماما وليسمح لنا السيد الوزير إن حقيقة ما حدث في حماة كان بتفويض من حافظ الأسد الى أخيه رفعت الأسد بعد أن سلمه حافظ الأسد ملف حماة وقال له تصرف كما تشاء وتريد، وكما هي عادته و أسلوبه في جميع الجرائم التي ارتكبها هو وكل آل الوحش بدءاً من تصفية رفاقه أمثال محمد عمران الذي اغتاله في مدينة طرابلس في لبنان كما غدر بصديق عمره صلاح جديد وباقي الرفاق البعثيين فمنهم من اغتاله ومنهم من أودعه السجن ليموت في غياباته. هذا من جهة ومن جهة ثانية كيف لرئيس دولة أن يرسل العميد وليد حمدون إلى حماة ليقوم بالاجتماع مع وجهائها، ويطلب تزويده بطلباتهم لينقلها للسيد الرئيس من أجل مناقشتها، ثم يغدر بهم ويرسل إليهم من يعتقلهم ويقتلهم بهذه الطريقة الوحشية؟! إن أصدق الكلام في هذا المقام لسان الحال، فهو أصدق من لسان المقال… وليقل السيد سلمان ما يقوله ولكن حقائق التاريخ وأحداثه تبقى هي الحقيقة المطلقة.

س: ماذا تقول لأبناء حماة بعد ما عانوه من ويلات خلال ستة عقود من حزب البعث؟

-نود أن نذكر جميع السوريين أن الارتماء في أحضان الحزب بعد كل الممارسات الاجرامية التي قام بها النظام ما هو الا ارتماء في أحضان الخيانة والعمالة والذل والهوان وان مقارعة الظالم تبدأ من الكلمة في وجه سلطان جائر بالرغم من ان نتائج ذلك محسومة لديه ولذلك جعله الله سيد من سادة شهداء الجنة

الحمد لله لقد تحررت سوريا من ظلم ال الأسد وها هي حماة تحتفل بالذكرى السنوية ال 43 لمجزرتها التي لم يشهد لها التاريخ مثيلا من دون ال الأسد وينشد أهلها في ساحاتها “مندوسهم مندوسهم بيت الأسد مندوسهم وبالسيف منقطع روسهم”. الحمد لله حتى يبلغ الحمد منتهاه.  

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى