البارلمبية في إدلب والبسوس وداحس والغبراء!
مصطفى الشحود * – العربي القديم
– “حرب البسوس”: بدأت بسبب نزاع بين قبيلتين نتيجة حادثة بسيطة، وهي قتل ناقة. ثم تصاعدت الأمور إلى حرب استمرت لسنوات عديدة، حتى غدا النزاع غير مهم مقارنة بالدماء التي أُريقت والخراب الذي حلّ.
– “حرب داحس والغبراء”: بدأت بمنافسة بين قبيلتين في سباق للخيل، ولكن الأمور تطورت بسبب الغش والمشاكل الشخصية إلى حرب طويلة تسببت في خسائر كبيرة.
– “الفعالية البارلمبية في إدلب”: نشأت حول فكرة نبيلة، وهي تسليط الضوء على معاناة ذوي الإعاقة وتقديم الدعم لهم، ولكن الحدث، بما في ذلك الجدل حول الشعلة، غيب الفكرة النبيلة وبات يعكس الصراعات الحالية داخل المجتمع حول القيم والرموز والآراء المختلفة بين أفراد المجتمع، بما في ذلك رجال الدين والإعلاميين. وفئات المجتمع كافة.
الدلالات التاريخية والثقافية للحدث
– التأكيد على أن شعلة الأولمبياد هي رمز للسلام والوحدة بين الشعوب، وهي جزء من تقليد عالمي لا يرتبط بأي شكل من الأشكال بممارسات دينية أو عقائدية.
– الشعلة تعود إلى تقليد قديم، ولكنه يُستخدم اليوم كرمز لإشعال الروح الرياضية والعمل الجماعي والتفاهم بين الثقافات المختلفة.
وهنا أوضح حقيقة ومعنى البارلمبية وحقيقة الشعلة.
– الهدف من إشعال الشعلة في الفعالية كان لتعزيز الروح الرياضية والشجاعة والإصرار لدى الأشخاص ذوي الإعاقة، ولإلهام الجميع بالتحدي والمثابرة.
– التأكيد على أن الفعالية تهدف إلى دعم الأشخاص ذوي الإعاقة وتمكينهم، وليس لتبني أو تشجيع أي نوع من أنواع الشرك أو العقائد التي تتعارض مع الدين.
– في “حربي البسوس وداحس والغبراء”، كانت هناك تضحية كبيرة من الأطراف المتنازعة، حيث تحملت القبائل خسائر فادحة في الأرواح والممتلكات دون جدوى حقيقية، مما أدى إلى جروح عميقة في النسيج الاجتماعي العشائري العربي.
– “الفعالية في إدلب” تُبرز التضحية أيضاً، ليس فقط من قبل المشاركين من ذوي الإعاقة، الذين يواجهون تحديات حياتية كبيرة بسبب الحروب المستمرة، ولكن أيضًا من قبل جميع السوريين الذين عانوا من الحرب على مدى أكثر من 13 عامًا. العرض المسرحي التعبيري في حفل الافتتاح يعكس هذه المعاناة بشكل فني وإبداعي.
لماذا تستمر الخلافات الداخلية في بيئة هشة؟
وهنا نجد أن الاستمرار في الخلافات الداخلية الصغيرة، وخاصة في بيئة هشة مثل بيئتنا، حيث يمكن أن تؤدي الاختلافات البسيطة إلى تفاقم النزاعات، مثل الجدل حول الشعلة، والذي يمكن أن يكون نذيرًا لصراعات أعمق إذا لم يُحل بحكمة.
– الصراعات البسيطة التي لم تُحل يمكن أن تتطور إلى كوارث طويلة الأمد، مما يُبرز الحاجة إلى التعلم من الماضي لتجنب الأخطاء ذاتها في الحاضر والمستقبل.
– يمكن للشعلة التي أُثير الجدل حولها أن تُرمز إلى الشرارة الأولى للصراع. في *حرب البسوس، كانت الشرارة هي قتل الناقة، وفي “حرب داحس والغبراء” كانت سباق الخيل، وفي *إدلب*، الجدل حول الشعلة يُمكن أن يرمز إلى الاختلافات العميقة في وجهات النظر والقيم داخل المجتمع، مما يذكر الجميع بأهمية الحوار والتفاهم لتجنب الانزلاق إلى صراعات أكبر.
ولذلك علينا تحكيم العقل، والأخذ بالصفح والعفو حتى لا نقع في حرب طويلة ويقال عنا / من أجل شعلة قتل الكثير /
البارلمبية هي ظاهرة لتسليط الضوء عن ضحايا الحرب عن هؤلاء الذين غيبوا عن واقعنا فأردنا أن نزرع البسمة ونحيي الأمل في قلوبهم ليشعروا أنهم يستطيعون فعل المستحيل فهم أبطال بحق ولابد أن نعرف بأن منهم أبطالا على مستوى العالم… إنهم بحق أصحاب الهمم أصحاب القلوب البيضاء.
__________________________________________
- ممثل ومخرج مسرحي بارز في الحركة المسرحية في إدلب