كيف تغير خطاب أحمد الشرع من الإسلام والمسلمين إلى سوريا والسوريين
الابتعاد عن الخطاب الإسلامي المتشدد يسهل على الشرع كسب دعم المجتمع الدولي

سامي زرقة – العربي القديم
تحول خطاب أحمد الشرع، الرئيس السوري الانتقالي، من التركيز على الإسلام والمسلمين إلى التركيز على سوريا والسوريين، ما يعكس تحولاً استراتيجياً في رؤيته السياسية، ويعبر عن محاولة لإعادة تعريف دوره من قائد فصيل إسلامي إلى زعيم وطني جامع.
من الجهادية إلى الوطنية
في بداياته، كان الشرع مرتبطاً بالتيارات الجهادية، حيث قاد “جبهة النصرة” ثم “هيئة تحرير الشام”، وكان خطابه مشبعاً بالمفردات الإسلامية، مثل “نصرة الأمة” و”إقامة الشريعة”.
لكن منذ توليه رئاسة الحكومة الانتقالية في يناير 2025، بدأ الشرع في تبني خطاب وطني شامل.. في خطابه الأخير، أكد أن “سوريا لكل السوريين” وأنه “خادم للشعب وليس حاكماً عليه” . كما تعهد بتحقيق السلم الأهلي ووحدة الأراضي السورية، مشددًا على أن سوريا لن تكون ساحة لصراع النفوذ .
دوافع التحول
هذا التحول في الخطاب يمكن تفسيره بعدة عوامل:
الاعتراف الدولي: الابتعاد عن الخطاب الإسلامي المتشدد يسهل على الشرع كسب دعم المجتمع الدولي.
الشرعية المحلية: تبني خطاب وطني جامع يساعد في توحيد السوريين بمختلف أطيافهم، ما يعزز شرعيته الداخلية.
الواقعية السياسية: التركيز على القضايا الوطنية مثل إعادة الإعمار وتحقيق العدالة الانتقالية يتطلب خطاباً يتجاوز الأيديولوجيات الدينية.
التحديات والآفاق
رغم هذا التحول، يواجه الشرع تحديات كبيرة، منها:
الماضي الجهادي: تاريخه السابق قد يثير الشكوك حول صدق تحوله.
الانقسامات الداخلية: توحيد الفصائل المختلفة تحت راية وطنية واحدة ليس بالأمر السهل.
المجتمع الدولي: رغم الخطاب الجديد، قد يظل المجتمع الدولي متردداً في دعمه بسبب ماضيه.
في الختام، يمثل تحول خطاب أحمد الشرع من الإسلام والمسلمين إلى سوريا والسوريين خطوة نحو بناء دولة مدنية جامعة.. لكن نجاح هذا التحول يعتمد على قدرته على ترجمة الخطاب إلى أفعال ملموسة، وعلى مدى قبول السوريين والمجتمع الدولي له كزعيم وطني حقيقي.