قراءة في (خبيصة) أحمد جاسم الحسين: صورة حياة تحمل بذورة الثورة
إياس اليوسف – العربي القديم
نعود إلى مجموعة (خبيصة) لأحمد جاسم الحسين لنبحث عن صورة الثورة في أدب ما قبل اندلاع الثورة… لنرى صورة هذه الحياة التي أنجبت الثورة خارج أوهام “المؤامرة الكونية” إذ لا يمكن أن تولد ثورة شعب من فراغ، ولا من أخبار تحريضية على وسائل الإعلام، أو شاشات تلفاز لاهثة وراء الحدث، وأمنيات محللين هنا وهناك!
والواقع أننا حين ﻧﻨﺘﻬﻲ ﻣﻦ ﻗﺮﺍﺀﺓ ﺁﺧﺮ ﻗﺼﺔ ﻣﻦ ﻗﺼﺺ ﺃﺣﻤﺪ ﺟﺎﺳﻢ ﺍﻟﺤﺴﻴﻦ ﺍﻟﺘﻲ ﺿﻤﺘﻬﺎ ﻣﺠﻤﻮﻋﺘﻪ ﺍﻟﺼﺎﺩﺭﺓ ﻋﻦ (ﺩﺍﺭ ﺍﻟﺘﻜﻮﻳﻦ) بدمشق سنة 2008 حاملة عنوان (ﺧبيصة) سنعود مرة أخرى لاﺳﺘﻌﺮﺍﺽ ﻋﻨﺎﻭﻳﻦ ﺍﻟﻘﺼﺺ القصيرة جداً، ﺑﺎﺣﺜﻴﻦ ﻋﻦ ﻗﺼﺔ (ﺧﺒﻴﺼﺔ) ﻓﻼ ﻧﺠﺪﻫﺎ، ﺛﻢ ﻧﺮﺟﻊ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻐﻼﻑ ﻣﺘﺄﻣﻠﻴﻦ ﺍﻟﻌﻨﻮﺍﻥ، ﻣﺘﺴﺎﺋﻠﻴﻦ ﻫﻞ ﻧﺴﻲ الكاتب ﺃﻥ ﻳُﻀﻤﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺔ ﻗﺼﺔ (ﺧﺒﻴﺼﺔ)؟
وﺳﺮﻋﺎﻥ ﻣﺎ ﻧﻌﻮﺩ ﻣﻦ ﺗﺄﻣﻠﻨﺎ ﻟﻨﻜﺘﺸﻒ ﺃﻥ الكاتب ﻗﺼﺪ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﻌﻨﻮﺍﻥ ﻣﻨﻘﻄﻌﺎً عن مجموعته، ﺗﺤﺮﺭﺍً ﻣﻦ ﻗﺒﻀﺔ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺪ ﺃﻭﻻً، ﻭﻷﻣﺮٍ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﻤﻀﻤﻮﻥ ﻗﺼﺼﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﺣﺘﻮﺗﻪ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺔ ﺛﺎﻧﻴﺎً. ﻳﻌﺎﻟﺞ ﺍﻟﻘﺎﺹ ﻓﻲ (ﺧﺒﻴﺼﺔ) ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻀﺎﻳﺎ ﺍﻟﺮﺋﻴﺴﻴﺔ ﻭﺍﻟﻔﺮﻋﻴﺔ، ﺍﻟﻬﺎﻣﺸﻴﺔ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮﺓ ﻣﻨﻬﺎ ﻭﺍﻟﺼﻐﻴﺮﺓ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ، ﻭﺇﻥ ﻃﻐﻰ ﺍﻟﻬﻢ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻋﻠﻰ ﻣﻌﻈﻢ ﻗﺼﺺ ﺍﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺔ ﻟﻜﻦ ﺫﻟﻚ ﻻ ﻳﻘﻠﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺄﻥ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻭﺍﻟﻴﻮﻣﻲ ﻭﺍﻟﻬﺎﻣﺸﻲ، ﺑﻞ ﻳﻤﺘﺰﺝ ﻛﻞ ﺫﻟﻚ، إذ ﺗﺸﻜﻞ ﻟﻮﺣﺔ ﻟﻮﺍﻗﻊ ﻻ ﻳﻌﺒﺮ ﻋﻨﻪ ﺇﻻ ﻋﻨﻮﺍﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺔ ﺍﻟﺬﻱ ﺳﻨﺘﻮﻗﻒ ﻋﻨﺪﻩ ﻣﺤﺎﻭﻟﻴﻦ ﺗﺮﻛﻴﺐ ﺣﺮﻭﻓﻪ ﺛﻢ ﺗﻔﻜﻴﻜﻬﺎ.
ﻗﺼﺔ ﺤﻴﺎﺓ تحمل بذور الثورة
ﻟﻘﺪ ﺟﺎﺀ ﻋﻨﻮﺍﻥ ﺍﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻘﻄﻌﺎً ﺇﻟﻰ ﺃﺣﺮﻑ ” ﺧﺐ ـي ﺻﻪ ” ﻳَﺸﻲ ﺑﺎﻟﻤﻀﻤﻮﻥ، ﻓﻘﺼﺼﻪ ﺍﻟﺘﻲ ﺑﻠﻐﺖ ﺍﻟﺴﺒﻌﻴﻦ ﻗﺼﺔ ﻛﻞ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻣﻨﻬﺎ ﻛﻤﺎ ﻫﻮ ﻭﺍﺿﺢ ﻣﻨﻘﻄﻌﺔ ﻋﻦ ﺍﻷﺧﺮﻯ، ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﻧﻤﻌﻦ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﻓﻴﻬﺎ ﺟﻤﻴﻌﺎً ﻳﺘﺒﻴﻦ ﻟﻨﺎ ﺃﻧﻬﺎ ﻗﺼﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻫﻲ ﻗﺼﺔ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﺨﻠﻄﺔ ﺍﻟﻌﺠﻴﺒﺔ ﻭﺍﻟﻐﺮﻳﺒﺔ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ، وحاملة بذور الثورة وأسبابها من جهة أخرى… ﻭﻳﻜﺎﺩ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﻌﻨﻮﺍﻥ ﺑﺘﻔﺮﺩﻩ ﻭﺗﻤﻴﺰﻩ ﻭﺩﻻﻻﺗﻪ ﻗﺼﺔ ﻗﺼﻴﺮﺓ ﺟﺪﺍً ﺑﺤﺪ ﺫﺍﺗﻪ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ﺃﺧﺮﻯ، ﻓﺨﺮﻭﺟﻪ ﻋﻦ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺪ ﺍﻷﺩﺑﻲ ﻓﻲ ﺟﻌﻞ ﺍﻟﻌﻨﻮﺍﻥ ﻻ ﻳﺤﻤﻞ ﺍﺳﻤﺎً ﻟﻘﺼﺔ ﺍﺣﺘﻮﺗﻬﺎ ﺍﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺔ، ﻳﺠﻌﻞ ﺍﻟﻘﺎﺭﺉ ﻳﺘﺄﻛﺪ ﺃﻥ ﺍﻟﻘﺎﺹ ﻋَﻤﺪ ﺇﻟﻰ ﺫﻟﻚ ﻣﻊ ﺳﺒﻖ ﺍﻹﺻﺮﺍﺭ ﻟﻴﺨﺮﺝ ﻣﻦ ﺳﻠﻄﺔ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺪ ﻓﻲ (ﺍﻟﻌﻨﻮﻧﺔ) ﺇﻥ ﺻﺢ ﺍﻟﺘﻌﺒﻴﺮ، ﻭﻟﻌﻞ ﺃﺩﻳﺒﻨﺎ ﺃﺭﺍﺩ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻔﺮﺩ ﺃﻥ ﻳﻘﻮﻝ ﻟﻨﺎ ﺇﻥّ ﻋﻤﻠﻪ ﻛﺎﻥ ﺭﻭﺍﻳﺔ ﻗﺼﻴﺮﺓ ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﻣﻘﻄﻌﺔ ﺇﻟﻰ ﻟﻮﺣﺎﺕ ﻗﺼﺼﻴﺔ ﻗﺼﻴﺮﺓ ﺟﺪﺍً.
ﻭﻟﻸﺩﻳﺐ ﺃﺣﻤﺪ ﺟﺎﺳﻢ ﺍﻟﺤﺴﻴﻦ ﺗﺠﺮﺑﺔ ﻃﻮﻳﻠﺔ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﺔ ﺍﻟﻘﺼﺔ ﺍﻟﻘﺼﻴﺮﺓ ﻭﺍﻟﻘﺼﺔ ﺍﻟﻘﺼﻴﺮﺓ ﺟﺪﺍً، ﻗﻴﺎﺳﺎً ﺇﻟﻰ ﻋﻤﺮﻩ، ﻛﻤﺎ ﻳُﻌﺪّ ﻣﻦ ﺃﻭﺍﺋﻞ ﺍﻷﺩﺑﺎﺀ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻛﺘﺒﻮﺍ ﺍﻟﻘﺼﺔ / ﻕ .ق. ﺝ / ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺴﻌﻴﻨﻴﺎﺕ ﻭﻫﻮ ﺃﻭﻝ ﻣﻦ ﺃﻓﺮﺩ ﻟﻬﺎ ﻛﺘﺎﺑﺎً ﻧﻘﺪﻳﺎً ﺻﺪﺭ ﺳﻨﺔ / 2000 / ﻋﻨﻮﻧﻪ ﺑـ (ﺍﻟﻘﺼﺔ ﺍﻟﻘﺼﻴﺮﺓ ﺟﺪﺍً – ﻣﻘﺎﺭﺑﺔ ﺑﻜﺮ) سبق وأنتوقفنا عنده هنا في مقالة سابقة في (العربي القديم). ﻭﻛﻠﻤﺎ ﻗﺮﺃﻧﺎ ﻧﺘﺎﺟﺎً ﺃﺩﺑﻴﺎً، ﺃﻭ ﻧﻘﺪﻳﺎً ﻟﻪ ﻭﺟﺪﻧﺎ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪ ﻭﺍﻟﻤﺎﺗﻊ، ﻭﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﻣﺎ ﻧﺠﺪﻩ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺔ، ﺇﺫ ﺍﺳﺘﻄﺎﻉ وﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﻗﺼﺼﻪ ﺃﻥ ﻳﺮﺳﺦ ﻓﻲ ﺫﻫﻦ ﺍﻟﻘﺎﺭﺉ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻷﻓﻜﺎﺭ المتمردة، ﻭﻫﺪﻓﻪ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺇﻣﺎ ﺗﺤﺮﻳﺾ اوﺗﺬﻛﻴﺮ ﺃﻭ ﺗﻌﻠﻴﻖ ﺃﻭ ﻧﻘﺪ ﻟﻮﺍﻗﻊ ﺍﺳﺘﺤﻀﺮﻩ ﻟﻨﺎ ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻟﻠﻮﺣﺎﺕ ﺍﻟﻘﺼﺼﻴﺔ ﺍﻟﺠﻤﻴﻠﺔ.
اقرأ أيضا:
أحمد جاسم الحسين ونظرية: ق. ق. ج. غير الطائفية
ﻤﻨﺬ ﺍﻟﺼﻔﺤﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﻪ ﻧﺠﺪﻩ ﻻ ﻳﻀﻴﻊ ﻛﻠﻤﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻣﺠﺎﻧﺎً، ﺇﺫ ﻧﺮﺍﻩ ﻳﺴﺘﺜﻤﺮ ﻛﻞ ﻛﻠﻤﺔ ﻭﻛﻞ ﺣﺮﻑ ﻓﻲ ﻣﻔﺮﺩﺍﺗﻪ ﻟﻴﻌﺒﺮ ﻋﻤﺎ ﻳﺤﺲ ﺑﻪ. ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﻣﺎ ﻧﻼﺣﻆ ﻓﻲ ﻣﻔﺮﺩﺍﺕ ﺍﻹﻫﺪﺍﺀ ﺍﻟﻘﻠﻴﻠﺔ ﺍﻟﻤﻜﺜﻔﺔ ﻟﻐﺔ ﻭﺃﻓﻜﺎﺭﺍً ﺣﻴﺚ ﻳﻘﻮﻝ: “ﺑﺎﻟﺘﺄﻛﻴﺪ ﺧﺒﻴﺼﺘﻬﻢ ﻳﻄﻔﺌﻬﺎ ﺻﺒﺮﻙ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﻟﻤﺪﺍﺩﻩ .… ﺇﻟﻴﻚ ﺁﺭﺍﺀ ﺯﻭﺟﺘﻲ ﺳﻴﺪﺓ ﺍﻟﺼﻤﺖ ﺍﻟﺠﺮﻱﺀ”.
ﻭﻗﺼﺺ ﺃﺣﻤﺪ ﺟﺎﺳﻢ ﺍﻟﺤﺴﻴﻦ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺔ ﻻ ﺗﺘﺠﻪ ﻫﻨﺎ ﺍﺗﺠﺎﻫﺎ ﺃﺳﻠﻮﺑﻴﺎً ﻭﺍﺣﺪﺍً، ﻓﺒﻌﻀﻬﺎ ﻳﺘﺠﻪ ﺑﻪ ﺍﻟﻘﺎﺹ ﻧﺤﻮ ﺍﻟﺮﻣﺰ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﺍﻵﺧﺮ، ﻣﻨﻬﺎ ﺗﺄﺗﻲ ﻓﻜﺮﺗﻬﺎ ﻣﺒﺎﺷﺮﺓ ﺇﻟﻰ ﺣﺪ ﻣﺎ، ﻓﻨﻼﺣﻆ ﺃﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﻓﻲ ﻗﺴﻢ ﻣﻨﻬﺎ ﻳﺴﻤﻲ ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ ﺑﻤﺴﻤﻴﺎﺗﻬﺎ ﺩﻭﻥ ﺗﺤﺮﺝ، ﻭﺑﻜﻞ ﺟﺮﺃﺓ ﻛﻘﺼﺘﻪ (ﺃﺑﺮﻳﺎﺀ ﺟﺪﺍً):
“ﻓﺎﺟﺄﻧﻲ ﺍﺑﻦ ﺃﺧﻲ ﺍﻟﻤﻐﺘﺮﺏ ﺣﻴﻦ ﺳﺄﻟﻨﻲ (ﻋﻤﻮ) ﻣﺎﺫﺍ ﺗﻌﻤﻞ؟ ﻭﻟﻤﺎ ﺗﻠﻌﺜﻤﺖ ﺗﺒﺮﻉ أولادي ﺑﺎﻹﺟﺎﺑﺔ: ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺨﺎﺑﺮﺍﺕ”
ﻭﻛﺬﻟﻚ ﻗﺼﺘﻪ ﺍﻟﻼﺫﻋﺔ) ﺟﻤﻌﻴﺔ ﺍﻟﺮﻓﻖ ﺑﺎﻟﻜﺘﺎﺏ) ﺣﻴﺚ ﻳﻘﻮﻝ ﻓﻴﻬﺎ:
“ﺻﺎﺣﺒﻪ ﻣﺘﺮﻑ ﺗﻜﻔﻞ ﺑﻄﺒﺎﻋﺔ ﺍﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺘﻴﻦ ﺍﻟﺸﻌﺮﻳﺘﻴﻦ .. ﻭﺑﺴﺮﻋﺔ ﺻﺎﺭ ﻋﻀﻮﺍً ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺔ، ﻭﻣﻨﺬ ﺃﻭﻝ ﺗﻌﻴﻴﻨﺎﺕ ﺻﺎﺭ ﺭﺋﻴﺴﺎً ﻟﻬﺎ”
ﻭﻫﻲ ﺇﺷﺎﺭﺓ ﺻﺮﻳﺤﺔ ﻭﻣﺒﺎﺷﺮﺓ ﺇﻟﻰ ﺷﺮﻁ ﺍﻻﻧﺘﺴﺎﺏ ﺇﻟﻰ ﺍﺗﺤﺎﺩ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻌﺮﺏ (ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﻤﻨﺘﺴﺐ ﻗﺪ ﻃﺒﻊ ﻭﻧﺸﺮ ﻛﺘﺎﺑﻴﻦ..)، ﻭﻣﺜﻠﻬﺎ ﻗﺼﺔ (ﻛﻼﻡ ﺟﺮﺍﻳﺪ) ﻭ(ﻫﺸﺸﺶ (ﻭﻏﻴﺮﻫﺎ. ﻛﻤﺎ ﻧﻼﺣﻆ ﺃﻥ ﺑﻌﺾ ﻗﺼﺼﻪ ﺗﺴﺘﺤﻀﺮ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻤﻮﺭﻭﺙ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺍﻟﺒﺎﺋﺲ ﺍﻟﻤﻌﺸﻌﺶ ﻓﻲ ﻭﺍﻗﻌﻨﺎ. إذ ﻻ ﺗﺨﻠﻮ ﻣﺠﻤﻮﻋﺘﻪ ﻣﻦ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻠﻮﺣﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺸﻴﺮ ﺇﻟﻰ هذه ﺍﻟﻌﺎﺩﺍﺕ ﻭﺍﻟﺘﻘﺎﻟﻴﺪ وتتناولها بروح نقدية ﻛﻘﺼﺔ (ﻳﻤﻪ) ﻭ(ﻟﻠﻨﺎﺱ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﻌﺸﻘﻮﻥ ﻣﺬﺍﻫﺐ)، ﻳﻘﻮﻝ ﻓﻴﻬﺎ :
“ﻫﻤﺴﺖ ﺃﻣﻲ: ﺍﺑﻨﺔ ﺧﺎﻟﺘﻚ ﻻ ﺗﺰﺍﻝ ﺑﺎﻧﺘﻈﺎﺭﻙ ﺭﻏﻢ ﺯﻭﺍﺟﻚ… ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺎﺀ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺫﻫﺐ ﺍﻟﻤﻬﻨﺌﻮﻥ ﺩﻋﺎﻧﻲ ﻭﺍﻟﺪﻱ ﺇﻟﻰ ﺧﻠﻮﺓ ﺗﻌﻬﺪ ﻟﻲ ﺃﻻ ﺗﺪﺧﻞ ﺍﻟﺴﺠﻦ ﺇﻥ ﺛﺄﺭﺕ ﻟﺠﺪ ﺟﺪﻙ!!!!”.
القصة كوسيلة دفاع عن أجناس أدبية
ﻟﻜﻦ ﺍﻟﺤﺎﺿﺮ ﺑﻘﻮﺓ ﻓﻲ ﻗﺼﺼﻪ ﻫﻮ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ، ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻲ ﺇﻻ ﺃﻥ ﺍﻟﺤﻀﻮﺭ ﺍﻷﻛﺜﺮ ﻛﺎﻥ ﻟﻠﻬﻢ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﺇﺫ ﻧﺮﺍﻩ ﻳﺒﺪﺃ ﺍﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺔ ﺑﻘﺼﺔ ‘ ﻳﺤﺪﺙ ﻓﻲ ﺣﺎﺭﺓ ﺍﻟﻘﺰ ’ ﻭﻓﻴﻬﺎ ﺗﺤﺎﻭﻝ ﺩﻭﺩﺓ ﺍﻟﻘﺰ ﺃﻥ ﺗﺨﺮﺝ ﻣﻦ ﺷﺮﻧﻘﺘﻬﺎ ﻟﺘﻜﻮﻥ ﺣﺮﺓ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﺇﻻ ﺃﻥ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﻳﺤﺎﺭﺑﻬﺎ، ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ﺗﻐﺘﺎﻝ: “ﻣﻄﻌﻮﻧﺔ ﺑﺨﻨﺠﺮ ﻭﺟﺪﻭﺍ ﺩﻭﺩﺓ ﺍﻟﻘﺰ ﻓﻲ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﺘﺎﻟﻲ”.. ﺛﻢ ﻳﺨﺘﺘﻢ ﻣﺠﻤﻮﻋﺘﻪ ﺑﻘﺼﺔ (ﻻ ﺗﺨﻒ ﻟﺴﺖ ﺃﻧﺖ) ﻭﻳﺤﻜﻲ ﻓﻴﻬﺎ ﺃﻥ ﻣﺮﺷﺤﺎً ﻗﺪ ﻓﺎﺯ ﺑﺄﺻﻮﺍﺕ ﺟﻤﻴﻊ ﺃﻓﺮﺍﺩ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺇﻻ ﻭﺍﺣﺪﺍً ﻓﻴﺒﺪﺃ ﺑﺎﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﺍﻟﺬﻱ ﻟﻢ ﻳﻨﺘﺨﺒﻪ، ﻭﺗﺄﺗﻲ ﺍﻟﻤﻔﺎﺭﻗﺔ: “ﻓﺎﻛﺘﺸﻔﻮﺍ ﻣﺘﺄﺧﺮﻳﻦ ﺃﻧﻪ ﻧﺴﻲ ﺍﻧﺘﺨﺎﺏ ﻧﻔﺴﻪ!”
ﻭﻻ ﻳﺠﺪ د. ﺃﺣﻤﺪ ﺟﺎﺳﻢ ﺍﻟﺤﺴﻴﻦ ﺿﻴﺮﺍً ﻣﻦ استخدام القصة كوسيلة للدفاع عن الجنس الأدبي الذي يؤمن به، وﺍﺳﺘﺜﻤﺎﺭ ﻗﺼﺘﻪ (سوبر ماركت ﺃﺩﺑﻴﺔ) ﻟﻠﺘﻌﺒﻴﺮ ﻋﻦ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺸﻨﻬﺎ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﻋﻠﻰ ﺟﻨﺲ ﻕ . ﻕ. ﺝ ﺭﻳﺜﻤﺎ ﻳﻌﺘﺮﻓﻮﻥ ﺑﻬﺎ، ﻭﻳﺘﺨﻠﺼﻮﻥ ﻣﻦ ﻣﺸﺎﻛﻠﻬﺎ. ﻭﻟﻢ ﻳﻨﺲَ ﺍﻟﻘﺎﺹ ﺃﻥ ﻳﻨﺒﻪ ﺇﻟﻰ ﻣﺸﻜﻠﺔ ﻃﺮﺃﺕ ﻋﻠﻰ ﻣﺠﺘﻤﻌﻨﺎ ﺍﻟﻤﻌﺎﺻﺮ ﻭﻫﻲ ﺍﻟﻬﻮﺱ ﺍﻟﺬﻱ أصاب ﻣﻌﻈﻢ ﺷﺒﺎﺑﻨﺎ ﺑﺘﻌﻠﻘﻬﻢ ﺍﻟﺸﺪﻳﺪ ﺑﺎﻟﻜﻤﺒﻴﻮﺗﺮ ﺇﺫ ﻳﺸﻴﺮ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﻗﺼﺘﻪ ‘ ﺃﻣﺘﺄﻛﺪ ﺃﻧﻪ ﻣﺎﺕ ’ ﺇﻟﻰ ﺍﻻﻧﻐﻤﺎﺱ ﺣﺘﻰ ﺍﻷﺫﻧﻴﻦ ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻟﺘﻘﻨﻴﺔ (ﺍﻟﻜﻤﺒﻴﻮﺗﺮ) ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺠﻌﻞ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺷﺒﺎﺏ ﻣﺠﺘﻤﻌﻨﺎ ﻳﻐﻴﺐ ﻋﻦ ﺃﺳﺮﺗﻪ ﻭﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻟﺨﺎﺭﺟﻲ ﺑﺮﻣﺘﻪ ﻟﻔﺘﺮﺍﺕ ﻃﻮﻳﻠﺔ ﻏﺎﺭﻗﺎً ﻓﻲ ﻋﺎﻟﻢ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺠﻬﺎﺯ، ﺣﺘﻰ ﺃﻥ ﺃﺑﺎ ﺃﺣﺪ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﺸﺒﺎﻥ ﻳﺘﻮﻓﻰ ﻭﻻ ﻳﻌﻠﻢ ﺑﻪ: ﺟﺎﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺼة:
” ﻭﻟﻤﺎ ﻋﺰﻳﺘﻪ ﺑﻮﻓﺎﺓ ﺃﺑﻴﻪ ﻗﺎﻝ: “ﺃﻣﺘﺄﻛﺪ انت “
استحضار الحيوان واستنطاق النبات والجماد!
ﻻ ﺗﺨﻠﻮ ﺑﻌﺾ ﻗﺼﺼﻪ ﻣﻦ ﻣﺤﺎﻛﺎﺓ ﻟﺒﻌﺾ ﻗﺼﺺ ﺍﻟﺘﺮﺍﺙ ﺍﻟﻘﺼﻲ ﻛﻤﺤﺎﻛﺎﺗﻪ ﻷﺳﻠﻮﺏ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﻤﻘﻔﻊ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﻪ (ﻛﻠﻴﻠﺔ ﻭ ﺩﻣﻨﺔ) ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﻗﺼﺘﻪ (ﺍﻟﺬﺋﺎﺏ ﺗﻌﻴﺪ ﻗﺮﺍﺀﺓ ﺗﺎﺭﻳﺨﻬﺎ)، ﻭﻗﺪ ﺃﻫﺪﺍﻫﺎ ﺍﻟﻜﺎﺗﺐ ﺇﻟﻰ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﻤﻘﻔﻊ، وﻓﻴﻬﺎ ﻳﻌﻘﺪ ﺍﻟﺬﺋﺐ ﺻﻔﻘﺔ ﻣﻊ ﺍﻟﺨﺮﺍﻑ ﺣﻴﺚ ﻳﺘﻔﻖ ﻣﻌﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻪ ﺃﺻﺒﺢ ﺧﺮﻭﻓﺎً ﻣﺜﻠﻬﻢ ﻻ ﻳﺄﻛﻞ ﺇﻻ ﺍﻟﺨﻀﺎﺭ ﺛﻢ ﻻ ﻳﻠﺒﺚ ﺃﻥ ﻳﻨﻘﺾ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﺗﻔﺎﻕ ﺍﻟﺬﻱ ﺟﺮﻯ ﺑﻴﻨﻪ ﻭﺑﻴﻨﻬﻢ ﻟﻴﻌﻮﺩ ﺫﺋﺒﺎً ﻧﺎﻫﺸﺎً ﻟﻠﺤﻮﻣﻬﺎ ﻣﺘﻬﻤﺎ ﺇﻳﺎﻫﺎ ﺑﺈﻏﺮﺍﺋﻪ:
“ﻓﺄﺧﺬ ﻳﻨﻬﺶ ﺍﻟﺨﺮﺍﻑ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺍﻻﺗﺠﺎﻫﺎﺕ ﺷﺎﺗﻤﺎً ﺭﺍﺋﺤﺘﻬﺎ ﺍﻟﻤﻐﺮﻳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺴﺘﻔﺰ ﺗﺎﺭﻳﺨﻪ…” ﻓﺎﻟﺬﺋﺐ ﻳظل ﺫﺋﺒﺎً ﻓﻲ ﺭﺃﻱ ﺃﺩﻳﺒﻨﺎ، ﻭﻟﻦ ﻳﻨﺴﻠﺦ ﻋﻦ ﺗﺎﺭﻳﺨﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺘﻞ، ﻭﺍﻟﻨﻬﺶ ﻭ ﻛﺬﻟﻚ ﺗﺄﺗﻲ ﻗﺼﺘﻪ (ﺍﻟﻤﺘﻮﻫﻤﺔ) ﻋﻠﻰ ﻟﺴﺎﻥ ﺩﺟﺎﺟﺔ، ﻭﻻ ﻧﻨﺴﻰ ﻗﺼﺘﻪ ﺍﻟﺮﻣﺰﻳﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ (ﻳﺤﺪﺙ ﻓﻲ ﺣﺎﺭﺓ ﺍﻟﻘﺰ) ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺼﻒ ﻓﻴﻬﺎ ﺃﺯﻣﺔ ﺩﻭﺩﺓ ﺍﻟﻘﺰ ﻭﻫﻲ ﺗﺤﺎﻭﻝ ﺍﻟﺘﺤﺮﺭ.
ﻭﻣﻦ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪ ﺍﻟﻼﻓﺖ ﻓﻲ ﻣﺠﻤﻮﻋﺘﻪ هذه، ﺃﻥ ﻗﺼﺼﺎً ﺟﺎﺀ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻓﻴﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻟﺴﺎﻥ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺠﻤﺎﺩﺍﺕ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﻣﺎ ﻧﺠﺪﻩ ﻓﻲ ﻗﺼﺔ (ﺍﻧﺘﺤﺎﺭ ﺣﺎﺋﻂ)، ﻭﻗﺼﺘﻪ (ﻣﺎ ﺑﺎﻟﻴﺪ ﺣﻴﻠﺔ) ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺤﻜﻲ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﺸﺠﺮﺓ ﺃﺯﻣﺘﻬﺎ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺣﻮﺍﺭﻫﺎ ﻣﻊ ﺭﺋﻴﺲ ﺇﺣﺪﻯ ﺍﻟﺒﻠﺪﻳﺎﺕ ﻟﺪﻓﻌﻪ ﻋﻦ ﻗﻄﻌﻬﺎ، ﻭﻟﻜﻨﻪ ﻭﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﺤﻮﺍﺭ ﻣﻊ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺸﺠﺮﺓ ﻳﺒﺪﻭ ﻣﺼﺮﺍً ﻋﻠﻰ ﻗﻄﻌﻬﺎ ﻟﻴﺴﺘﻔﻴﺪ ﻫﻮ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ:
“ﺇﻥ ﺗﻤﺜﺎﻟﻪ ﻳﻤﻜنني من ﻛﺘﺎﺑﺔ ﺍﻟﻔﺎﺗﻮﺭﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺭﻳﺪ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻳﺘﺠﺮﺃ أﺣﺪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺸﻜﻴﻚ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻜﺎﻟﻴﻒ”
صور متعددة للمرأة
ﻭﻟﻠﻤﺮﺃﺓ ﻭ ﻣﻌﺎﻧﺎﺗﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﺠﺘﻤﻌﻨﺎ ﺣﻀﻮﺭ ﻓﻲ ﻗﺼﺺ ﺃﺩﻳﺒﻨﺎ، ﻓﻘﺪ صورها ﺑﺼﻮﺭ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﻓﻲ ﻟﻮﺣﺎﺗﻪ ﺍﻟﻘﺼﺼﻴﺔ ﺍﻟﻤﻌﺮﻭﺿﺔ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺔ، ﻓﻨﺮﻯ ﺻﻮﺭﺓ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻓﻲ ﻗﺼﺘﻪ (ﻟﻴﺘﻚ ﻛﻨﺖ ﺗﻜﻮﻧﻴﻦ ﻣﻌﻲ) ﻭ ﺻﻮﺭﺓ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺍﻟﻤﻘﻤﻮﻋﺔ ﻓﻲ (ﺃﻣﻴﺔ (ﻭﺻﻮﺭﺓ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺍﻟﻤﺨﺪﻭﻋﺔ (ﻣﻦ ﺃﻓﻀﺎﻝ ﺃﺑﻲ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ)، ﻭ ﻛﺬﻟﻚ ﻧﺠﺪ ﺻﻮﺭﺓ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺍﻟﻤﺘﺨﻠﻔﺔ ﻓﻲ ﻗﺼﺘﻪ (ﻳﻤﻪ ﻳﺎ ﻳﻤﺎﻩ)، ﻭ(ﻟﻠﻨﺎﺱ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﻌﺸﻘﻮﻥ ﻣﺬﺍﻫﺐ) ﻭﻛﻞ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻘﺼﺺ ﺟﺎﺀﺕ ﻓﻲ ﻟﻐﺔ ﺟﻤﻴﻠﺔ ﺑﺴﻴﻄﺔ ﺍﺑﺘﻌﺪ ﻓﻴﻬﺎ ﻛﺎﺗﺒﻨﺎ ﻋﻦ ﺍﻟﺸﻌﺮﻳﺔ ﺟﺎﻋلاً ﺑﻴﻨﻬﺎ ﻭﺑﻴﻦ ﻟﻐﺔ ﺍﻟﻘﺺ ﺣﺎﺟﺰﺍً ﻋﺎﻟﻴﺎً ﺣﺘﻰ ﻻ ﺗﺨﺘﻠﻂ ﺍﻟﻘﺼﻴﺪﺓ ﺑﺎﻟﻘﺼﺔ ﺃﻭ ﻳﺨﺘﻠﻂ ﺍﻟﺸﻌﺮ ﺑﺎﻟﻨﺜﺮ.
تقنيات معاصرة
ﺃﺿﻒ ﺇﻟﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﺒﺴﻴﻄﺔ ﺃﻥ ﻟﻮﺣﺎﺗﻪ ﺍﻟﻘﺼﺼﻴﺔ ﺍﺗﺴﻤﺖ ﺑﺴﻤﺎﺕ ﻛﺜﻴﺮﺓ ﻧﺬﻛﺮ ﻣﻨﻬﺎ: ﺍﻹﻳﺠﺎﺯ – ﺍﻟﺘﻜﺜﻴﻒ – ﺍﻟﺠﺮﺃﺓ – ﺍﻹﺩﻫﺎﺵ – ﺍﻟﻤﻔﺎﺭﻗﺔ – ﺍﻟﺮﻣﺰ – ﺍﻷﻧﺴﻨﺔ – ﺍﻟﻐﺮﺍﺑﺔ – ﺍﻟﻐﻤﻮﺽ ـ ﺍﻟﺴﺨﺮﻳﺔ، ﻟﺘﺸﻜﻞ ﻟﻠﻘﺎﺭﺉ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ﻟﻮﺣﺔ ﻣﺘﻨﺎﺳﻘﺔ ﺍﻷﻟﻮﺍﻥ ﻣﺘﻌﺪﺩﺓ ﺍﻷﺳﺎﻟﻴﺐ ﻣﻌﺒﺮﺓ ﻋﻦ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻧﻌﺎﻧﻴﻪ، ﻭﻧﻜﺎﺑﺪﻩ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻨﺎ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﻭﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺩﻭﻥ ﺗﻨﻈﻴﺮ ﺃﻭ ﺃﺩﻟﺠﺔ، ﺃﻭ ﻭﻋﻆ ﺃﻭ ﺇﺭﺷﺎﺩ. ﺇﻧﻬﺎ ﻗﺼﺔ ﻛﻞ ﻭﺍﺣﺪ ﻣﻨﺎ، ﻭﺧﺒﻴﺼﺔ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﺬﻱ استطاع ﺩ .ﺃﺣﻤﺪ ﺟﺎﺳﻢ ﺍﻟﺤﺴﻴﻦ ﺃﻥ ﻳﺮﺳﻤﻬﺎ ﻟﻨﺎ ﺑﻜﻞ ﺃﺑﻌﺎﺩﻫﺎ ﻣﺘﻮﺳلاً ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﻛﻞ ﻣﺎ أﺗﻴﺢ ﻟﻪ ﻣﻦ ﺗﻘﻨﻴﺎﺕ ﻣﻌﺎﺻﺮﺓ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﺔ ﺍﻟـ ( ﻕ . ﻕ . ﺝ ) ومعرفة علمية بهذا الواقع ليوصل ﻣﺎ ﻳﺮﻳﺪ ﺇﻳﺼﺎﻟﻪ ﻟﻠﻘﺎﺭﺉ من رسائل هامة تفتح عقله قبل عينيه على واقع يكابده ﻭأرى أنه قد ﻧﺠﺢ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ.
ولقد اكتسبت هذه النصوص – برأيي الشخصي – أهمية خاصة في الحراك الثقافي السوري لبعدها النقدي وسخريتها السوداء من النظام السوري البعثي الديكتاتوري بجرأة، تكاد تكون غير شائعة من داخل سورية وفي ظل نظامها المتوحش إذ صدرت ونشرت بدمشق سنة 2008 لتكون صرخة عالية في وجه الطغيان انتصارا للإنسان ودفاعا عن حريته وكرامته ومساهمة مبكرةفي الثورة السورية التي انطلقت في 2011.