ما شأن أعضاء هيئة التدريس: حول قرار وزير التعليم العاليرقم 284
ميزوا بين من يمارس الطائفية ويحث على الكراهية وبين من ينقد سلوك الطوائف التي تتخذ من العدو الاسرائيلي درعا لها لتمزيق الوحدة الوطنية

د. صابر جيدوري – العربي القديم
كلنا نعرف قصة طلاب السويداء الذين دفع بهم الهجري إلى ترك جامعاتهم والتوجه إلى مدينة السويداء. البارحة أصدر معالي وزير التعليم العالي قرارا يحضر فيه على أعضاء هيئة التدريس والطلاب كتابة أي محتوى على وسائل التواصل الاجتماعي يحث على الكراهية والطائفية.
هذا قرار جيد مع أنه ليس جديدا على الجامعات السورية، لأن لجان التأديب في الجامعات والتي عمرها بعمر الجامعات لديها من القوانين والتعليمات أكثر بكثير مما أصدره معالي وزير التعليم العالي.
ولكن السؤال الملح، لماذا زج وزير التعليم العالي بأعضاء هيئة التدريس في قراره الذي صدر البارحة؟ المشكلة لم يكن فيها أعضاء هيئة التدريس طرفا، ولا سببا في تمرد الطلاب. المشكلة أن ما يُسمى شيخ العقل طلب من طلاب طائفته ترك الجامعات، ما علاقة أساتذة الجامعات بهذا الموضوع؟ هل هدد أحدا منهم الطلاب؟ وهل تعامل أي عضو تدريس مع الطلاب على أساس طائفي؟ هل كتب أيا منهم منشورا يحث على كراهية الطائفة؟
أجزم أن أحدا لم يفعل ذلك، ومع ذلك شمل القرار أعضاء هيئة التدريس عموماً، الذين بينهم الكثير من العلماء والمفكرين والمثقفين!! وكل من تحدث منهم أو من غيرهم من بقية شرائح المجتمع عن مشكلة السويداء عموما مع الدولة تحدثوا بوصف المشكلة سياسية وليست طائفية.
كلنا كتبنا عن خيانة الهجري للدولة السورية، نعم يا معالي الوزير من استدعى الطيران الاسرائيلي لقصف مجموعة مواقع في سوريا منها محيط القصر الجمهوري هو خائن، وهذا توصيف سياسي وقانوني وليس طائفي كما اقنعوكم ودفعوكم إلى إصدار قرار يسيء إلى أساتذة الجامعات مع أنه لا ناقة لهم فيه ولا جمل.
لذا أرجو من معالي الوزير ومن غيره من المسؤولين السوريين ان يميزوا بين من يمارس الطائفية ويحث على الكراهية وبين من ينقد سلوك الطوائف التي تتخذ من العدو الاسرائيلي درعا لها لتمزيق الوحدة الوطنية. من المعيب ان يُزج بأعضاء هيئة التدريس في موضوع هم لم يشاركوا فيه أصلا.
جان بول سارتر يا معالي الوزير كتب كتابه الشهير (عارنا في الجزائر) وتُرجم الكتاب إلى معظم لغات العالم، نقد فيه سارتر نقدا لاذعا كل ممارسات فرنسا الاجرامية في الجزائر ولم يتعرض له أحد، ولم يسأله أحد، ولم يقول له أحد انت تحث على كراهية فرنسا. انتم أمام مشكلة شيخ طائفة وطلاب متمردين حلًوا المشكلة في هذا الإطار. في قوانين تنظم عمل الجامعات وفي لجان تأديب فعّلوها ضد من تسبب في وجود هذه المشكلة، وليس تعميم المشكلة على أساتذة الجامعات، لن نعود إلى عهد الاسد، وسوف نتكلم في كل لحظة نشعر فيها أن سوريا تتعرض إلى الخطر مهما كان المكون الذي يفعل ذلك، ولن يرهبنا قرارا صدر مجاملة لشريحة معينة على حساب جمهور الثورة.